بغداد – تحوّل حادث غرق الشاب حسين الجياشي من السماوة إلى قضية رأي عام كشفت حجم الفوضى والإهمال الذي يطبع أداء الأجهزة المسؤولة عن الأمن والسلامة في البلاد، بعد أن استغرق العثور على جثمانه أكثر من 15 يومًا من البحث المتقطع، وسط شكاوى عائلته من بطء الإجراءات وضعف الإمكانات.
الجياشي، الذي قدم إلى بغداد بحثًا عن لقمة عيش شريفة، فقد حياته غرقًا في نهر دجلة أثناء استراحة قصيرة مع أصدقائه بعد يوم عمل مرهق. الحادث الذي كان يمكن أن يُعالج بفرق إنقاذ مهيأة ومجهزة تحوّل إلى مأساة مفتوحة، عكست غياب التنسيق وتهالك منظومة الإنقاذ النهري في العاصمة.
وخلال عمليات البحث الطويلة، أكد شهود عيان أن فرق الشرطة النهرية عثرت على أكثر من أربع جثث في المنطقة ذاتها، ما أثار غضب المواطنين وتساؤلاتهم حول أسباب تكرار هذه الحوادث المأساوية في قلب العاصمة دون أي إجراءات جادة للحد منها أو محاسبة المقصرين.
مصادر محلية تحدثت عن نقص حاد في معدات الإنقاذ وضعف التدريب الميداني لعناصر الشرطة النهرية، فيما اتهم ناشطون السلطات بالتقاعس عن وضع خطط لحماية أرواح الشباب الذين يرتادون ضفاف دجلة هربًا من حرارة الصيف وضيق المعيشة.
قصة الجياشي لم تكن حادثة غرق عادية، بل مرآة تعكس واقعًا مؤلمًا يعيش فيه المواطن بين خطر الإهمال الإداري وتقصير الأجهزة الخدمية، في وقت تتزايد فيه الوعود الرسمية دون نتائج ملموسة على الأرض، لتبقى حياة الناس معلقة على ضفة الانتظار.
![]()
