بغداد – في فضيحة جديدة تكشف فشل السياسات الاقتصادية وفساد إدارة الدولة، احتل العراق المرتبة 63 عالميًا في مؤشر الجوع لعام 2025، بعد أن كان في المرتبة 70 العام الماضي، بحسب تقرير مشترك لمنظمتي Welthungerhilfe و Worldwide Concern الألمانيتين.
التقرير أظهر أن العراق حصل على 12.8 نقطة في المؤشر، ليتراجع سبع مراتب عن عام 2024، ويدخل ضمن فئة “الجوع المعتدل”، وهو تصنيف لا يليق بدولة تمتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم، ومليارات الدولارات من الإيرادات السنوية.
منذ عام 2000، شهد المؤشر العراقي تقلبات حادة تعكس غياب التخطيط واستشراء الفساد، إذ بلغ 22.9 نقطة في ذلك العام، وانخفض تدريجيًا حتى وصل إلى 13.8 في عام 2023، قبل أن يعاود الارتفاع مجددًا إلى 14.9 في عام 2024، ما يؤكد أن التحسن كان ظاهريًا ومؤقتًا، دون أي إصلاح فعلي في سياسات الغذاء أو العدالة الاجتماعية.
التقرير يفضح حقيقة مؤلمة:
في الوقت الذي تُهدر فيه الأموال على مشاريع وهمية وصفقات مشبوهة، يعاني ملايين العراقيين من انعدام الأمن الغذائي، ويواجه الأطفال سوء تغذية متزايدًا في بلد يُفترض أن يكون سلة غذاء المنطقة.
عربيًا، جاء العراق في الفئة المتوسطة أو المعتدلة إلى جانب مصر وليبيا وموريتانيا، بينما تصدّرت الكويت والإمارات والسعودية وتونس والجزائر قائمة الدول العربية التي لا تعاني من الجوع، ما يكشف الفجوة الشاسعة بين بلدان تدير ثرواتها بعقل، ودولٍ تبتلعها السرقات والمحاصصة الحزبية.
في المقابل، حلّت اليمن والصومال في قاع الترتيب العالمي ضمن الفئة “المقلقة للغاية”، بينما تصدّرت دول مثل أرمينيا، والصين، وتشيلي، وهنغاريا قائمة الدول الأقل جوعًا.
هذا التراجع العراقي لا يرتبط فقط بسوء الإدارة الاقتصادية، بل هو نتيجة نظامٍ فاسدٍ جعل المواطن آخر أولوياته، في بلدٍ يُهدر خيراته على الامتيازات والمناصب بدلاً من التنمية والغذاء.
![]()
