صلاح الدين – تتواصل فصول الإهمال في محافظة صلاح الدين، حيث أدى قرار السلطات بردم بحيرات تربية الأسماك إلى كارثة اقتصادية وبيئية، تسببت بخسائر بملايين الدنانير، وحرمت آلاف العوائل من مصدر رزقها الوحيد، وسط صمت حكومي وغياب لأي حلول عملية.
رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، عادل الصميدعي، كشف أن 17 منطقة في المحافظة تضررت بشكل مباشر بعد ردم البحيرات، مؤكداً أن “ما جرى لم يكن نتيجة شح المياه فقط، بل بسبب غياب التخطيط وفساد القرارات العشوائية التي لم تراعِ حياة الناس”.
وأوضح الصميدعي أن المربين أُجبروا على ردم البحيرات بعد أن فقدوا الأمل في أي دعم حكومي، مشيراً إلى أن “مجلس المحافظة دعا مراراً إلى اعتماد نظام تربية الأسماك المغلق الذي يقلل من هدر المياه بنسبة تصل إلى 90%، لكنه لم يجد سوى الوعود”.
وأضاف أن “إنشاء صندوق خاص لدعم هذا التحول أصبح ضرورة عاجلة، فالنظام المغلق لا يحافظ على المياه فحسب، بل يضمن استدامة الإنتاج ويحمي آلاف العاملين في هذا القطاع من الانهيار الكامل”.
محافظة صلاح الدين، التي كانت يوماً من أهم مناطق إنتاج الأسماك في العراق، تحولت اليوم إلى مشهد من البحيرات الجافة والأحواض المهجورة، بعد أن تآكلت السياسات المائية وتراجع الدعم الحكومي، فيما يتبخر معها رزق آلاف العوائل وملايين الدنانير نتيجة قرارات مرتجلة لا تستند إلى رؤية علمية أو تنموية.
ويحذر خبراء من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى انقراض قطاع تربية الأسماك في المحافظة، وفقدان مصدر غذائي وطني مهم، في وقت تتزايد فيه مؤشرات الفساد وسوء الإدارة في ملف المياه والموارد الطبيعية .
![]()
