في مشهدٍ يعكس فوضى التخطيط وغياب المعالجات الحكومية الفعّالة، شهدت العاصمة بغداد، صباح اليوم الأحد 13 تموز 2025، حالة اختناق مروري غير مسبوقة، تزامنت مع موجة حر شديدة تضرب البلاد، وسط تجاهل واضح من الجهات المسؤولة عن إدارة حركة المرور والبنية التحتية للمدينة. المواطنون العالقون في مركباتهم منذ ساعات الصباح الباكر، وجدوا أنفسهم أسرى زحام خانق يمتد على غالبية محاور العاصمة، دون أي تنظيم يُذكر أو حلول ملموسة تخفف من معاناتهم اليومية. ومع ارتفاع درجات الحرارة التي لامست 50 مئوية، ازدادت مشاعر الغضب والاستياء في الشارع البغدادي، وسط تساؤلات عن أسباب هذا الإهمال المتكرر وغياب التنسيق بين الدوائر المعنية. بحسب مصادر اعلامية، فإن الاختناقات المرورية طالت الشوارع والجسور الحيوية التالية: • سريع الدورة • محمد القاسم • جسر الصرافية • جسر باب المعظم • جسر السنك • جسر الجمهورية • جسر الطابقين • جسر القادسية • مجسر اليرموك • مجسر قرطبة • فلكة الجادرية • المنطقة الخضراء • نفق الزيتون • منطقة العلاوي هذا التكدس المتواصل يعكس فشلًا حكوميًا ذريعًا في التخطيط الحضري وإدارة ملف النقل، في ظل استمرار غياب وسائل النقل الجماعي، وتزايد أعداد المركبات الخاصة دون أي تنظيم أو ضوابط، ما يجعل من شوارع العاصمة مصيدة حقيقية للمواطنين في كل صباح. في الوقت ذاته، تغيب أي حملات توعية أو نشرات مرورية رسمية تساعد المواطنين في تجنب الطرق الأكثر ازدحامًا، أو تقترح بدائل عملية. كما لم تسجل الجهات الأمنية أي إجراءات واضحة لتخفيف الضغط أو فتح الطرق المغلقة، ما يفاقم الوضع في ظل مناخ قاسٍ يهدد حياة كبار السن والمرضى وطلبة الجامعات وموظفي الدوائر الحكومية. المشهد اليومي المتكرر في بغداد لم يعد مجرد زحام، بل دليل حي على سوء إدارة الدولة لشؤونها الخدمية، واستمرار سياسة التناسي الحكومي تجاه أبسط حقوق المواطن، في بيئة حضرية تنوء تحت عبء الإهمال المزمن والفساد المستشري في دوائر البلدية والمرور والتخطيط. دعوة إلى المواطنين: لتفادي الذروة المرورية اليومية، يُنصح بتأجيل التنقلات غير الضرورية في ساعات الذروة، والاعتماد قدر الإمكان على تطبيقات الملاحة الذكية لمعرفة الطرق الأقل ازدحامًا، ريثما تستفيق السلطات من غيبوبتها وتتحمل مسؤولياتها. ما يحدث في بغداد كل صباح، ليس قدرًا محتومًا، بل نتيجة طبيعية لعقود من الفساد وسوء الإدارة. المواطن يدفع الثمن، والسلطة لا تزال غارقة في الوعود
![]()
