بغداد – في وقتٍ يعاني فيه المواطن العراقي من ضغوط اقتصادية خانقة وارتفاع أسعار السلع الأساسية، تتداول الأوساط الرياضية أرقاماً “صادمة” عن أسعار تذاكر مباراة “الكلاسيكو” الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة، والتي وصلت إلى مليون ونصف دينار عراقي للتذكرة الواحدة، في مشهدٍ يعكس انفصاماً واضحاً بين واقع المواطن البسيط ومسار إنفاق النخب السياسية والمسؤولين.
وأعلن نادي ريال مدريد ، عن الأسعار “القياسية” للمباراة المقررة في 26 تشرين الأول الجاري على ملعب “سانتياغو برنابيو”، حيث تراوحت بين 135 و990 يورو، أي ما يعادل من 206 آلاف إلى مليون ونصف دينار عراقي، وفق صحيفة ماركا الإسبانية.
ورغم أن الخبر رياضي بطبيعته، إلا أن مراقبين عراقيين وصفوا هذه الأسعار بأنها رمزٌ للخلل الاجتماعي والاقتصادي الذي ترعاه السلطات عبر صمتها عن تفاوت الدخل واحتكار الرفاهية لفئة محدودة من أصحاب النفوذ، الذين لا يترددون في دفع مبالغ طائلة لحضور مباريات خارجية بينما تعجز المستشفيات والمدارس المحلية عن توفير أبسط الخدمات.
ويشير اقتصاديون إلى أن تزايد مشاهد البذخ والإنفاق الترفي بين طبقات المسؤولين، مقابل تدني مستوى المعيشة وغياب العدالة الاجتماعية، يعكس عمق الفساد المالي والإداري الذي ينخر جسد الدولة، ويحرف أولويات الإنفاق العام من خدمة المواطن إلى خدمة المظاهر.
في المقابل، يرى خبراء أن ارتفاع الأسعار في مثل هذه المناسبات يفضح واقعاً مريراً داخل العراق، حيث تتكدس الأموال في أيدي الفاسدين، فيما يعيش أغلب الشعب تحت وطأة البطالة وارتفاع الأسعار، دون أي رقابة حقيقية على مصادر الثروة أو مظاهر الإسراف غير المبرر.
![]()
