في تطور أمني خطير يعيد التساؤلات حول هشاشة السيادة العراقية، أعلن إقليم كردستان، فجر اليوم الاثنين، عن إسقاط طائرة مسيّرة مفخخة قرب مطار أربيل الدولي، دون تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية. وبحسب شهود عيان، دوّت انفجارات في محيط المطار بالتزامن مع إطلاق صافرات الإنذار من داخل القنصلية الأميركية، في مؤشر واضح على استنفار أمني عالٍ وتصعيد ميداني يستهدف مواقع حساسة يفترض أنها تخضع لحماية مشددة. وبينما أكد شهود عيان أن منظومة الدفاع الجوي الأميركية “سي رام” المتمركزة داخل القنصلية والمطار أطلقت نيرانها لاعتراض الجسم الطائر عند الساعة 2:30 فجراً، سارعت القوات الأمنية العراقية إلى فرض طوق أمني على المنطقة، دون صدور أي توضيح من الحكومة المركزية حول الجهة المسؤولة أو خلفيات الاستهداف. المفارقة أن هذا التصعيد الخطير لم يقابله أي رد فعل حكومي بحجم الحدث، بل اكتفت وزارة النقل بنفي الأنباء عن إغلاق الأجواء العراقية أو تعليق الرحلات بين العراق وتركيا، في وقت باتت فيه الأجواء العراقية مكشوفة أمام الطائرات المسيرة والمفخخة، بلا أي غطاء سيادي فعلي. تكرار استهداف مطار أربيل – وهو منشأة حيوية تضم قوات أجنبية ومرافق دبلوماسية – يطرح مجددًا أسئلة جوهرية حول من يملك قرار الأمن في العراق، ومن يملأ الفراغ في السماء العراقية، وسط صمت رسمي يشي بالعجز أو التواطؤ. المشهد لا يخص أربيل وحدها، بل يعكس حالة انهيار أوسع في القدرة على فرض سيادة الدولة، حيث تتحرك المسيّرات دون رادع، وتستمر الجهات المتنفذة في استعراض قوتها على حساب الاستقرار الوطني، بينما تتوارى الحكومة خلف بيانات إنكارية لا تغير من الواقع شيئً
![]()
