البصرة – في تصعيد جديد يُفضح حجم الفشل الإداري والفساد المستشري، خرج أهالي منطقة الشرش شمال البصرة، اليوم الاثنين، في تظاهرة غاضبة وجّهوا خلالها رسالة شديدة اللهجة إلى محافظ البصرة أسعد العيداني، مطالبين بإنهاء الإهمال الممنهج الذي تتعرض له مناطقهم، ومهددين بالتصعيد والمطالبة باستحداث محافظة مستقلة في حال استمرار التجاهل.
وطالب المتظاهرون الحكومة المحلية بعدم التراجع عن قرارها الأخير القاضي بسحب العمل من شركة “الجدار الساند”، المتهمة بتعطيل مشروع البنى التحتية الذي أُطلق ضمن ما يعرف بـ”مشروع القرنة الكبير” منذ عام 2019، والذي تحوّل إلى عنوان للفشل وسوء الإدارة، نتيجة التنفيذ السيئ وغياب الرقابة، ما تسبب بتدهور حاد في مستوى الخدمات.
وأكد المحتجون ضرورة التعاقد الفوري مع شركة رصينة وذات خبرة حقيقية، وفق الشروط والمواصفات نفسها، دون السماح بعودة الشركات المتورطة بالفشل والفساد، محملين السلطة المحلية كامل المسؤولية عمّا آلت إليه أوضاع منطقتهم.
ويأتي هذا الحراك بعد سلسلة احتجاجات متكررة، كان آخرها في 17 تموز الجاري، انتهت باعتصام مفتوح ومهلة حاسمة من ثلاث أيام للسلطات، قبل إعلانهم الدخول في مرحلة تصعيد جديدة تشمل المطالبة بالانفصال، في مشهد يكشف عن حالة انفجار شعبي حقيقي سببه تراكم الفساد وسوء الخدمات.
الشرش اليوم ليست مجرد منطقة مهمّشة، بل أصبحت رمزاً لثورة غضب ضد الإهمال والعبث بمقدرات الناس، فيما تواصل الجهات الرسمية التزامها الصمت، وكأنها عاجزة أو متواطئة .
![]()
