كركوك – في ظل صمت مريب من السلطات الاتحادية، تتعرض المنشآت النفطية في كركوك وإقليم كوردستان لسلسلة هجمات متكررة بالطائرات المسيرة، وسط تحذيرات من تحول ملف النفط إلى سلاح صراع سياسي وأمني، يُدار بصمت مريب وتقصير واضح من الحكومة المركزية.
رئيس كتلة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، النائب عن كركوك أرشد الصالحي، كشف أن “ما يحدث في كركوك والمنشآت الحيوية لا يمكن وصفه سوى بالإهمال والفساد في المنظومة الأمنية”، مضيفاً أن “الحكومة لم تفتح حتى الآن تحقيقاً حقيقياً ولا تتعامل مع الهجمات بالجدية المطلوبة”.
وتابع الصالحي: “كركوك، المدينة الغنية بالنفط، تُترك مكشوفة أمام طائرات مسيرة تضرب المنشآت الحساسة دون أي ردع، وكأن هناك من يتواطأ بصمته على تكرار هذه الفوضى”، محذراً من أن تكرار الهجمات قد “يجرّ المحافظة لصراعات مفتوحة على مواردها النفطية”.
وفي غضون الأيام الماضية، تعرضت منشآت نفطية ومطارات عسكرية، منها حقل باي حسن ومطار كركوك العسكري ومطار أربيل، لهجمات مسيرة، دون إعلان حكومي فعلي عن منفذيها أو اتخاذ إجراءات حماية جدية، ما دفع خبراء أمنيين لاعتبارها “رسائل سياسية ضمن صراع إقليمي يُدار بغطاء داخلي فاسد”.
الخبير الأمني أحمد الياسري أكد أن “الهجمات ليست عشوائية بل مخططة، وتستهدف ضرب مفاصل الطاقة العراقية، خصوصاً الحقول التي تديرها الحكومة الاتحادية”، محذراً من أن صمت بغداد قد يكون نتيجة ضغوط سياسية أو تداخلات فساد داخل أجهزة الدولة.
من جانبه، وصف الخبير الاقتصادي سالم عباس ما يجري بأنه “حرب اقتصادية تُغذّى من صراعات داخلية وإقليمية، وتُدار وسط تواطؤ من أطراف حكومية سمحت بتحويل النفط من مورد استراتيجي إلى ورقة ابتزاز”، مشيراً إلى أن السكوت الحكومي “يفضح حجم الفساد والارتهان”.
وطالب عباس بتحقيقات شفافة ومساءلة مسؤولين في وزارتي الدفاع والنفط، محذراً من أن “ترك المنشآت النفطية دون حماية حقيقية هو خيانة صريحة لمصالح البلاد الاقتصادية” .
![]()
