في تحذير يحمل مؤشرات خطيرة على انزلاق المنطقة نحو تصعيد غير تقليدي، كشف الخبير العسكري اللواء المتقاعد جواد الدهلكي أن ما جرى مؤخرًا بين إيران وإسرائيل لا يُعد نهايةً لجولة صدام عابرة، بل هو بداية لمرحلة أشد تعقيدًا تُدار خلف الكواليس، بأدوات غير تقليدية وتحت غطاء من الصمت الإعلامي المقصود. الدهلكي أشار في تصريحات صحفية إلى أن “ما يسمى بالهدنة الحالية لا تستند إلى اتفاق داخلي بين الطرفين، بل فُرضت بفعل وساطة طرف ثالث في لحظة ضاغطة، مما يجعلها هدنة هشة لا تمثل أكثر من توقف مؤقت لإعادة ترتيب الأوراق”. وبحسب الدهلكي، فإن العمليات العسكرية لم تتوقف فعليًا، بل تحوّلت إلى نمط جديد أكثر خطورة، إذ جرى تنفيذ اغتيالات نوعية لم يُكشف عنها رسميًا، إلى جانب استهداف سيارتين على الحدود السورية–العراقية، أسفرت عن مقتل قيادات في الحرس الثوري الإيراني، في تطور ميداني يتجاهله الإعلام الرسمي، وسط صمت السلطات العراقية إزاء خروقات متكررة على أراضيها. في المقابل، لفت الدهلكي إلى أن طهران صعّدت على جبهة غير مرئية، من خلال هجمات سيبرانية تستهدف الداخل الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن إحدى الضربات طالت الحساب الشخصي لابنة رئيس الوزراء الإسرائيلي داخل منزلها في تل أبيب، في دليل على دخول الحرب مرحلة “الضربات الناعمة” التي تنفذ عبر الأثير لا الميدان. اللافت، بحسب مراقبين، هو غياب الموقف الحكومي العراقي حيال هذه التحولات الإقليمية التي تجري عند حدوده، في وقت تعاني فيه البلاد من غياب واضح في إدارة الملف الأمني والسيادي، وتُترك أجواؤها وحدودها مفتوحة أمام تصفية الحسابات الإقليمية، دون مساءلة أو شفافية، ما يطرح تساؤلات عن حقيقة قدرة السلطات الحالية على حماية السيادة الوطنية، في ظل ما يصفه خبراء بأنه “تواطؤ بالصمت” إزاء خروقات تمس أمن البلاد ومصالحها العليا
![]()
