متابعات – في مشهد يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول سيادة القرار الوطني ودور الجهات الرسمية، غادرت قافلة ضخمة من الآليات العسكرية الأمريكية محافظة الحسكة السورية، متجهة إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد الحدودي، وسط صمت رسمي عراقي يثير الريبة.
ووفق مصادر ميدانية وتقارير إعلامية متقاطعة، فقد ضم الرتل أكثر من 100 شاحنة عسكرية محملة بمعدات وآليات تابعة لما يسمى بـ”التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، في تحرك بدا جزءًا من انسحاب منظم من قاعدتين أمريكيتين في شمال شرق سوريا.
وقد انطلقت القافلة فجر الثلاثاء من قاعدتي تل بيدر واستراحة الوزير شمال الحسكة، في خطوة تكشف عن تقلّص حاد في الحضور الأمريكي هناك. غير أن دخول هذا الرتل الضخم إلى العراق، دون أي تعليق رسمي من الحكومة العراقية، يعيد إلى الواجهة الحديث المتجدد حول مدى تورط بعض الأطراف الحكومية في تسهيل عبور القوات الأجنبية عبر الأراضي العراقية دون رقابة شعبية أو برلمانية.
وكانت وكالة “رويترز” قد أكدت في يونيو الماضي انسحاب القوات الأمريكية من عدة قواعد في سوريا، ما يعزز الرواية بأن الأراضي العراقية تُستخدم كنقطة ارتكاز لوجستي ضمن استراتيجية إعادة تموضع أمريكية، بدون تنسيق شفاف أو موافقة معلنة من المؤسسات العراقية ذات الصلة.
وتشير المعطيات إلى أن عدد القوات الأمريكية المتبقية في سوريا بات يتراوح بين 500 و1400 جندي، وسط خطط لخفض العدد إلى الحد الأدنى، في حين انخفض عدد القواعد الأمريكية من 8 إلى 3 فقط، مع تقارير تؤكد أن قوات من قواعد كونيكو وهيمو وتل بيدر قد تم نقلها إلى العراق فعليًا عبر المعبر ذاته.
غياب الموقف الحكومي:
اللافت في هذا السياق هو الغياب التام لأي تصريح من الحكومة العراقية حول مرور هذه الأرتال العسكرية، أو تفسير رسمي لما إذا كانت هذه التحركات تتم بعلم بغداد، أم بتجاوزها. وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام اتهامات بالتواطؤ أو الضعف في فرض السيادة الوطنية على المنافذ الحدودية.
![]()
