بغداد – في مؤشر خطير يكشف فشل السياسات الصحية وضعف برامج التوعية، سجّل العراق أكثر من 9 آلاف إصابة جديدة بسرطان الثدي سنوياً، وفقاً لإحصاءات رسمية صادرة عن وزارة الصحة في إقليم كردستان، في وقت تصل فيه أغلب الحالات إلى المراحل المتقدمة من المرض بسبب غياب الوعي والاكتشاف المبكر.
التقارير الطبية تؤكد أن فقط 2% من الحالات تُكتشف في المرحلة الأولى، بينما تُسجّل الغالبية العظمى في مراحل يصعب السيطرة عليها، وهو ما يعكس عجز وزارة الصحة عن تنفيذ حملات توعوية فعالة أو توفير فحوصات مبكرة في المراكز الصحية.
ووفقاً لرئيسة قسم مكافحة السرطان، الدكتورة چنارە السنجاوي، فإن تكلفة علاج الحالة الواحدة في المراحل المتقدمة قد تصل إلى 50 ألف دولار، في حين لا يتجاوز علاجها في المراحل الأولى 300 دولار فقط، وهو فارق مالي وصحي هائل تتحمله الأسر العراقية بسبب الإهمال الرسمي في التثقيف والكشف المبكر.
الخبراء يؤكدون أن المشكلة لا تكمن فقط في ضعف الإمكانيات، بل في غياب التخطيط والبرامج الوطنية المنتظمة للكشف المبكر، وعدم وجود حملات إعلامية مستمرة تُشجّع النساء على إجراء الفحوص الدورية.
وبينما تتصاعد الأرقام بشكل مخيف، تكتفي وزارة الصحة بالبيانات الشكلية والمؤتمرات السنوية، دون أن تُقدّم حلولاً واقعية أو مراكز متخصصة في جميع المحافظات، ما يجعل سرطان الثدي اليوم كارثة وطنية صامتة تُهدّد حياة آلاف النساء كل عام.
ويأتي ذلك في وقت حلّ فيه العراق في المرتبة العاشرة عربياً في مؤشر الرعاية الصحية لعام 2025، وهو ترتيب يرى مراقبون أنه لا يعكس حجم الكارثة الفعلية التي تعاني منها المنظومة الصحية بسبب الفساد، وسوء الإدارة، وتراجع الخدمات الطبية الأساسية.
![]()
