ميسان – تفجّر الغضب الشعبي في محافظة ميسان مجددًا، حيث شهدت منطقة دوانم حي السلام احتجاجات ليلية حاشدة، تخللتها عمليات قطع لطريق البتيرة الحيوي، احتجاجًا على الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي وتدهور مستوى الخدمات الأساسية في ظل موجة حرّ خانقة تضرب البلاد. وأفاد شهود عيان بأن المحتجين لجأوا إلى قطع الطريق كصرخة غضب ضد الإهمال الحكومي، متهمين السلطات المحلية بتجاهل تام لمعاناتهم المتفاقمة، خاصة مع استمرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، ما حوّل حياتهم اليومية إلى جحيم لا يُطاق. القوات الأمنية سارعت إلى تطويق موقع الاحتجاج ومحاولة إعادة فتح الطريق أمام المركبات، إلا أن محاولاتها قوبلت برفض شديد من الأهالي الغاضبين. ووفق شهود، فقد شهدت عملية فض التجمع احتكاكات مباشرة، حيث قام عدد من المتظاهرين برشق عناصر الشرطة بالحجارة، في محاولة لردعهم عن تفريق الاحتجاج بالقوة. المحتجون أكدوا أن تحركهم لم يكن عفويًا، بل نتيجة تراكميّة لإهمال متواصل من قبل الحكومة المحلية، التي لم تقدم أي حلول ملموسة لمشكلة الكهرباء، رغم وعودها المتكررة خلال السنوات الماضية. “طفح الكيل”، قال أحد المحتجين، مضيفًا: “نحن لا نملك سوى صوتنا، وإذا أرادوا إسكاتنا بالقوة، فعليهم أن يوفّروا لنا أبسط مقومات الحياة أولًا”. هذه الاحتجاجات تأتي في وقت تتصاعد فيه مؤشرات السخط في محافظات الجنوب، حيث تُعد أزمة الكهرباء عنوانًا دائمًا لفشل الطبقة السياسية في إدارة الملفات الخدمية، بينما تُبدد الموازنات الضخمة في صفقات وهمية وشبكات فساد لم تترك للمواطن سوى لهيب الصيف والظلام الدائم.
![]()
