واسط – تنشر هيئة الإعلام الموحد المؤقتة للمعارضة العراقية تفاصيل صادمة حول الحريق المأساوي الذي اندلع داخل مركز تجاري ضخم يُعرف باسم “مول الكوت” أو “هايبرماركت الكورنيش” في مدينة الكوت بمحافظة واسط، شرقي البلاد. الكارثة أسفرت عن مقتل العشرات شخصاً وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة، بحسب تصريحات محافظ واسط، محمد جميل المياحي.
الهيئة أكدت، نقلاً عن مصادر طبية وقضائية، أن قائمة أولية بأسماء الضحايا من الشهداء والمصابين قد جرى إعدادها بالتنسيق مع وزارة الداخلية، لتسهيل عمليات التعرف والمطابقة. كما تم إعلان الحداد لثلاثة أيام على أرواح الضحايا، فيما تحرك البرلمان العراقي لتشكيل لجنة نيابية خاصة للتحقيق في أسباب الفاجعة ومحاسبة الجهات المقصرة في إجراءات السلامة.
محافظ واسط، في بيان رسمي، وصف ما حدث بـ”المأساة الوطنية”، وأشار إلى أن الحريق نتج عن إهمال جسيم في معايير السلامة المهنية، محملاً مسؤولية الكارثة للجهات الحكومية التي منحت التراخيص دون تدقيق أو رقابة فعالة. وطالب الجهات القضائية بفتح ملفات فساد تخص منح إجازات البناء والتشغيل دون الالتزام بشروط السلامة.
الهيئة نقلت عن شهود عيان أن الحريق اندلع في الطابق الأرضي من المركز، قبل أن يتمدّد بسرعة إلى الطوابق العليا بفعل سوء التصميم وغياب مخارج الطوارئ، ما أدى إلى محاصرة العشرات وسط الدخان والنيران. فرق الدفاع المدني وصلت متأخرة، وسط تضارب في التصريحات حول جاهزية منظومة الإطفاء المحلية.
وزارة الصحة، من جانبها، أعلنت حالة الطوارئ القصوى، وأرسلت فرقاً طبية ميدانية إلى موقع الحادث، مع نقل بعض الحالات الحرجة إلى مراكز طبية متخصصة في بغداد، وتدرس إمكانية إرسال المصابين إلى الخارج لتلقي العلاج في حال تعذر توفير الرعاية المناسبة محلياً .


![]()
