بغداد – في تصريح صادم يعكس حجم التقصير والإهمال الرسمي، عبّر النائب حسين مردان عن استغرابه الشديد من الأداء المتخاذل للحكومة المحلية في محافظة واسط خلال فاجعة حريق الكوت، منتقداً عدم استعانتها بفرق الدفاع المدني التابعة للشركات النفطية العاملة في حقلي الأحدب وبدرة، رغم امتلاك هذه الفرق إمكانات متقدمة كان من شأنها أن تُحدث فرقًا حاسمًا في إنقاذ الأرواح.
وقال مردان إن طائرات وزارة الدفاع العراقية كان بإمكانها الوصول إلى موقع الكارثة من بغداد خلال 30 دقيقة فقط، إلا أن غياب أي استجابة يُثير علامات استفهام كبيرة حول آليات الحكومة في التعامل مع الكوارث، متسائلًا: “لماذا لم تتحرك؟ ومن أعطى الأوامر بالصمت؟”.
وأضاف النائب أن الحريق استمر لأكثر من سبع ساعات، من الساعة 8:30 مساءً حتى 4 فجراً، وهي مدة كافية لتدخل حتى فرق إغاثة أجنبية من خارج البلاد، مشيراً إلى أن فرق الطوارئ الإيرانية، على سبيل المثال، كانت تستطيع الوصول خلال 3 إلى 4 ساعات، لو أن هناك تنسيقًا رسميًا جديًا.
وفي انتقاد مباشر لأداء المؤسسات، شدد مردان على أن ما جرى يكشف فشلًا إداريًا ذريعًا وتراخيًا مؤسسيًا غير مبرر، متوعدًا بأن مجلس النواب لن يقف مكتوف الأيدي، مؤكداً: “لن يكون هناك تساهل أو مجاملة في محاسبة المقصرين والمتسببين، فعندما يتعلق الأمر بأرواح الناس لا مجال للمجاملة ولا التهاون”.
وتأتي هذه التصريحات لتُسلّط الضوء مجددًا على الفساد البنيوي وضعف التنسيق بين المؤسسات الأمنية والخدمية في العراق، خصوصاً في مواجهة الكوارث، وسط دعوات متصاعدة لمحاسبة المسؤولين الذين تجاهلوا الاستغاثات وأهدروا أرواح الأبرياء بالإهمال والصمت .
![]()
