البصرة – في مشهد جديد يعكس عمق الفساد وسوء الإدارة الذي تنغمس فيه السلطات المحلية، أعلن العشرات من سكان منطقة الشرش شمالي البصرة مساء الأربعاء، دخولهم في اعتصام مفتوح أمام موقع مشروع “الجدار الساند”، احتجاجاً على ما وصفوه بـ”تواطؤ الحكومة مع المقاول” وتجاهل الأرواح التي أُزهقت بسبب مشروع متلكئ متعثر منذ أكثر من ست سنوات.
وقال ممثل المعتصمين، رائد محمد ، إن المشروع الذي من المفترض أن يُعيد تأهيل البنى التحتية للمنطقة أصبح رمزاً للفشل والنهب المنظم، مشيراً إلى أن بعض الشوارع اكتملت شكلياً، في حين تعاني مناطق أخرى من إهمال تام، دون محاسبة أي جهة رسمية.
وأكد محمد أن الشركة المنفذة، التي تحظى برعاية غير معلنة من بعض المتنفذين، تمارس مماطلة مستمرة بذريعة عدم صرف السلف المالية، رغم تجاوز المشروع فترته التعاقدية بأكثر من ست سنوات، دون أن تتحرك الأجهزة الرقابية أو الهيئات التنفيذية.
وأضاف أن المشروع شابه تلاعب في الخرائط، واستخدام مواد رديئة وغير مطابقة للمواصفات، إلى جانب تشغيل كوادر غير مؤهلة، وهو ما تسبب بكوارث بشرية ومادية.
وتابع قائلاً: “سجلنا وفاة أكثر من عشرة أشخاص، وإصابة العشرات نتيجة الإهمال الواضح، كترك مناهل الصرف الصحي مكشوفة على أعماق خطيرة، وانهيارات جزئية في الطرق، وغياب وسائل الأمان، إلى جانب تراكم الأتربة، وانقطاع ماء الإسالة في عدد من الأحياء”.
المعتصمون اتهموا جهات رسمية بـ”حماية المقاول مقابل عمولات”، مؤكدين أنهم لن ينهوا اعتصامهم ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لمحاسبة المتورطين، واستئناف العمل فوراً تحت إشراف جهة محايدة.
وحذّر المحتجون من أن استمرار تجاهل السلطات سيؤدي إلى تصعيد أكبر خلال الأيام المقبلة، داعين وسائل الإعلام والمنظمات الرقابية المحلية والدولية إلى زيارة موقع المشروع لكشف حجم الكارثة التي أهملتها الدولة لسنوات .
![]()
