بغداد – في مشهد يكشف عمق الفساد والتواطؤ داخل مؤسسات الدولة، أعلن وزير الثقافة والآثار أحمد فكاك البدراني، الثلاثاء، أن الشرطة البريطانية عثرت على 185 لوحاً أثرياً عراقياً تم تهريبها إلى المملكة المتحدة، مؤكداً وجود تنسيق مع السفارة العراقية في لندن لاستعادتها.
ورغم إعلان الوزير عن استرجاع أكثر من 35 ألف قطعة أثرية من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية وعربية، إلا أن استمرار عمليات التهريب بهذا الحجم يثير تساؤلات حول شبكات النفوذ والفساد التي ما زالت تتحكم في مصير التراث العراقي، وتنهب تاريخ البلاد بلا رادع.
وكشف البدراني أن الشرطة البريطانية ضبطت الألواح قبل عشرة أيام، وتم حجزها لصالح العراق، في حين تساءل مراقبون عن كيفية خروج تلك الكنوز من المتاحف والمواقع الأثرية العراقية، في ظل وجود جهات أمنية ورقابية يفترض أن تحميها.
وأوضح الوزير أنه سيغادر إلى بريطانيا قريباً لاستلام الألواح الأثرية، لكن خبراء يرون أن الخطوة تأتي متأخرة بعد أن أصبحت عمليات التهريب أشبه بـ”تجارة رسمية” تمر عبر مطارات ومنافذ تخضع لسلطة فاسدة ومتراخية.
ورغم محاولات الوزارة الترويج لجهودها في استعادة الآثار، إلا أن استمرار الكشف عن دفعات جديدة من القطع المهربة يؤكد أن منظومة الفساد والتواطؤ ما زالت تضرب عمق مؤسسات الدولة، وأن التراث العراقي يُباع في المزادات العالمية بينما تغرق الحكومة في الصمت والتبريرات .
![]()
