بغداد – في فضيحة جديدة تكشف عمق الفساد والإهمال في أجهزة الرقابة الحكومية، أعلن جهاز أمن أربيل، عن ضبط 19 طناً من زيت الزيتون المغشوش كان يُنتَج ويُسوَّق داخل المحافظة بطريقة غير قانونية، فيما تساءل مواطنون عن كيفية وصول كميات ضخمة كهذه إلى الأسواق دون علم الجهات المختصة.
وبحسب بيان الجهاز، فإن “الفريق الاقتصادي في المديرية، وبالتنسيق مع اللجان القائممقامية والرقابة التجارية، تمكن من مداهمة مخزن ضخم يُستخدم لإنتاج زيوت مغشوشة وبيعها على أنها زيت زيتون أصلي”، مشيراً إلى أن “المنتج كان يُصنع من زيوت رخيصة ممزوجة بمواد كيميائية وألوان وعطور لتغيير الطعم والرائحة وتضليل المستهلكين”.
مصادر اقتصادية في أربيل أكدت لـ”بغداد اليوم” أن هذه العملية ليست الأولى من نوعها، وأن “الأسواق المحلية غارقة منذ سنوات بمنتجات غذائية مغشوشة تدخل بعلم أو بتواطؤ بعض الجهات الرقابية، مقابل مبالغ مالية تُدفع لغض الطرف عن الفساد الغذائي”.
وأضافت المصادر أن “ضبط 19 طناً لا يمكن أن يتم دون وجود سلسلة طويلة من التراخيص المزورة والتغطية الإدارية، ما يعني أن شبكات الفساد لم تعد تقتصر على المال العام فقط، بل امتدت إلى قوت المواطنين وصحتهم”.
ورغم إعلان جهاز الأمن عن اعتقال شخصين من المتهمين، إلا أن مراقبين يشككون في أن القضية ستُغلق “كغيرها من الملفات التي تُعلن إعلامياً ثم تُدفن في الأدراج”، متسائلين عن مصير المسؤولين المتورطين في السماح بتداول هذه المواد الخطرة في الأسواق.
![]()
