البصرة – لليلة الرابعة على التوالي، تشهد محافظة البصرة مشاهد غاضبة تعكس فشل الحكومة المحلية والاتحادية في معالجة واحدة من أبسط حقوق المواطنين: مياه الشرب. فبينما تتفاقم أزمة الملوحة ويتحول الماء إلى سلعة نادرة في المدينة الغنية بالنفط، اختارت السلطات مجدداً القمع بدلاً من الحلول.
فقد استخدمت القوات الأمنية، مساء الاثنين، القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين الذين احتشدوا في منطقتي التميمية والحيانية احتجاجاً على ما وصفوه بـ”الفساد المتراكم والإهمال المتعمد” في ملف المياه. وانتشرت أعداد كبيرة من عناصر الأمن لتطويق مناطق التظاهر بعد أن أقدم المحتجون على إشعال الإطارات وقطع الطرق الرئيسة، في رسالة غضب واضحة تجاه تجاهل الحكومة لمعاناتهم المستمرة.
وأكدت مصادر محلية وقوع إصابات بين صفوف المتظاهرين خلال عمليات التفريق، في حين انسحب آخرون إلى داخل الأحياء السكنية وسط استمرار الانتشار الأمني المكثف. ويأتي هذا التصعيد في وقتٍ يتهم فيه سكان البصرة المسؤولين المحليين بـ”نهب الأموال المخصصة لمشاريع تحلية المياه”، وترك المحافظة تغرق في أزمة إنسانية وصحية خانقة.
ولليوم الرابع على التوالي، تستمر التظاهرات الليلية، في مشهدٍ يُظهر عمق السخط الشعبي تجاه سلطة فاشلة لم تقدّم سوى الوعود الفارغة، بينما تتدهور البصرة يوماً بعد آخر نتيجة فساد الإدارات وتواطؤ المتنفذين الذين حوّلوا مياه الجنوب إلى مأساة وطنية .
![]()
