البصرة – خرج العشرات من أبناء قضاء شط العرب شرق البصرة اليوم الاثنين، في تظاهرات حاشدة ضد حكومة المحافظة، احتجاجاً على تفاقم أزمة ملوحة المياه التي حوّلت حياة الأهالي إلى مأساة يومية.
المتظاهرون الذين رفعوا شعارات تُدين “تواطؤ المسؤولين وسكوتهم المتعمد”، منحوا الحكومة المحلية مهلة لا تتجاوز أربعة أيام فقط لإيجاد حلول حقيقية، مؤكدين أن صبرهم “نفد” وأنهم سيصعّدون خطواتهم بقطع الطرق الرئيسية وإعلان العصيان المدني في حال تجاهل مطالبهم.
وقال أحد المتظاهرين :
“نعيش وسط كارثة بيئية وصحية، والماء الذي يصل إلى منازلنا مالح كالبحر، بينما تنعم مجمعات المسؤولين بمياه صالحة للشرب، كأننا مواطنون من درجة أدنى!”.
وتحدث آخرون عن استغلال سياسي فاضح، إذ لجأ بعض المسؤولين والمرشحين للانتخابات إلى شراء أصوات الفقراء مقابل تنك ماء، في واحدة من أبشع صور الاتجار بمعاناة الناس.
وطالب المحتجون بإقالة مدراء دوائر الماء فوراً، وفتح تحقيق شفاف حول أسباب تعطل محطات التحلية وتوزيع الحصص المائية بطريقة انتقائية تخدم النافذين.
ويقول ناشطون إن الأزمة لم تكن “طبيعية”، بل نتيجة تداخل مصالح وشبكات فساد تتحكم في ملف المياه داخل البصرة، محذرين من أن تجاهل مطالب الشارع هذه المرة “قد يشعل انتفاضة جديدة في جنوب العراق”.
البصرة تغرق في الملوحة.. والمواطنون يتذوقون مرارة الإهمال بينما السلطة تكتفي بالوعود .
![]()
