ميسان – في ظل شح مائي قاتل يهدد حياة آلاف الأهالي في ناحية المشرح بمحافظة ميسان جنوب العراق، تنفى السلطات المحلية بشكل متكرر وجود أي تحسن حقيقي في الواقع المائي، في حين تتداول منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات مفبركة تُظهر أمطاراً غير حقيقية، في محاولة واضحة لتضليل الرأي العام وتهدئة الغضب الشعبي.
مدير ناحية المشرح، منير الساعدي، أكد أن المنطقة لم تشهد أي أمطار، وأن الفيديوهات المنتشرة مجرد “مفبركات”، بينما يعاني السكان من نقص حاد في المياه، ما أدى إلى هجرة أعداد كبيرة من العائلات، خصوصاً في القرى الجنوبية.
وما يزيد الطين بلة هو استمرار تقليل كميات المياه المفرغة إلى الناحية، حيث لا تتجاوز حالياً 7 أمتار مكعبة في الثانية، رغم أن الحاجة الفعلية تصل إلى 12 متراً مكعباً في الثانية، وهو مؤشر واضح على تدهور الخدمات وسوء إدارة الموارد المائية في المحافظة.
على الرغم من تصاعد الاحتجاجات وتجمهر المحتجين على طريق الشركات النفطية للمطالبة بزيادة حصتهم من المياه، فإن الجهات المعنية تتجاهل النداءات وتماطل في اتخاذ خطوات جادة لإنقاذ الأهالي من كارثة بيئية وإنسانية متفاقمة.
هذا الإهمال الواضح من قبل السلطات المائية والمختصة يعكس استمرار فساد منظومة الإدارة الحكومية في التعامل مع الموارد الحيوية، ويضع حياة المواطنين على المحك، في وقت تحتاج فيه ميسان إلى إجراءات عاجلة لضمان توفير المياه وضمان حياة كريمة لسكانها.
الأهالي ينتظرون بصبر لكنهم يزدادون قلقاً، وسط صمت مريب وتضليل واضح من المسؤولين، الذين بدلاً من معالجة الأزمة، يسعون لإخفائها عبر فيديوهات مزيفة تخدع من يرغب في التصديق .
![]()
