في مشهد يتكرر وسط صمت رسمي وعجز أمني، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، عن استهداف جديد بطائرات مسيّرة طال حقولاً نفطية تديرها شركة DNO في منطقة زاخو، ما تسبب بأضرار مادية دون تسجيل إصابات بشرية. ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من 24 ساعة على انفجار ضرب حقل “سرسنك” النفطي، الذي تديره شركة أجنبية، ما أجبر الشركة على وقف الإنتاج بشكل كامل، بحسب ما أكده مهندسان يعملان في الموقع لوكالة “رويترز”. التكرار السريع لهذه الهجمات، من دون أي قدرة واضحة للسلطات على منعها أو تحديد الجهات المنفذة، يسلّط الضوء على فشل حكومي مزدوج؛ أمني في الدرجة الأولى، واقتصادي في حماية استثمارات حيوية تمثل عصب الدخل القومي للمنطقة. في وقت تسعى فيه حكومة الإقليم لجذب الاستثمارات الأجنبية وتثبيت استقرار اقتصادي هش، تكشف هذه العمليات المتواصلة عن فراغ أمني خطير، وغياب استراتيجيات فعالة لحماية حقول النفط، ما يهدد بتقويض ثقة الشركات العالمية ويزيد من عزلة الإقليم. وفي ظل هذه التطورات، تستمر السلطات المحلية والاتحادية في إصدار بيانات إدانة دون أي إجراءات عملية ملموسة، تاركة البنية التحتية النفطية عرضة للاستهداف والتخريب، في مؤشر صارخ على فشل المنظومة الأمنية في الإقليم والعراق بشكل عام.
![]()
