البصرة – في الوقت الذي يتباهى فيه المسؤولون بارتفاع أسعار خام البصرة “الثقيل والمتوسط” للأسبوع الثالث على التوالي، يواصل العراقيون دفع ثمن الفساد وسوء الإدارة، إذ لا ينعكس هذا الارتفاع بأي شكل على حياة المواطنين الذين يواجهون أزمات الكهرباء والماء والبطالة.
فقد أغلق خام البصرة الثقيل يوم أمس الجمعة على ارتفاع جديد بلغ 94 سنتاً، ليصل سعره إلى 66.91 دولاراً، مسجلاً مكاسب أسبوعية قدرها 55 سنتاً، أي ما يعادل 0.83%. كما ارتفع خام البصرة المتوسط بمقدار 91 سنتاً ليصل إلى 70.11 دولاراً، محققاً مكاسب أسبوعية بلغت 20 سنتاً أو 0.29%.
ورغم أن أسعار النفط العالمية تراجعت في جلسة الإغلاق، فإنها أنهت الأسبوع على مكاسب، حيث سجل خام برنت ارتفاعاً نسبته 0.6%، فيما حقق غرب تكساس الوسيط 0.8%.
لكن هذه الأرقام “البراقة” تكشف الوجه الآخر للفساد؛ فبدلاً من استثمار العوائد النفطية في تحسين البنية التحتية والخدمات، تُهدر الأموال في صفقات مشبوهة ومحاصصات حزبية، فيما يبقى المواطن بلا كهرباء ولا فرص عمل.
وبينما تحقق البصرة مكاسب في الأسواق العالمية، يغرق أبناؤها في انقطاعات متكررة للكهرباء، وتلوث في المياه، وفقر متزايد، ما يعكس انفصاماً واضحاً بين واقع الشعب وثراء الطبقة السياسية المتحكمة بعوائد النفط .
![]()
