بغداد – بعدما وجّه رئيس تحالف العزم مثنى السامرائي صفعة علنية لرئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، كاشفاً جانباً من الصراع المحموم على المناصب بين رموز السلطة، حيث تتحول الوزارات إلى غنائم مالية يتقاسمها الفاسدون على حساب الشعب.
فخلال مؤتمر انتخابي حاشد ضم الآلاف من أبناء الأنبار دعماً للمرشح زيد الحمّاد، وجّه السامرائي رسالة لاذعة للحلبوسي قائلاً: “تركتم وزارة التربية لأنها فقيرة، وتبحثون عن الوزارات التي فيها مليارات”، مضيفاً أن التنافس في العراق لم يعد لخدمة الناس، بل للسيطرة على الوزارات ذات العقود والصفقات.
السامرائي فضح بجرأة ما كان يُقال همساً، حين أشار إلى أن وزارات الحلبوسي تعاني من فساد مستشرٍ، وأن تخليه عن وزارة التربية جاء لأنها بلا أموال تملأ جيوب السياسيين، متسائلاً: كيف يتحدث من هدم المدارس وسرّب الأسئلة الوزارية عن الإصلاح والشفافية؟
وتحوّل خطاب السامرائي إلى محاكمة سياسية مفتوحة، استخدم فيها لغة شعبية صادمة: “اللي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجار.. بيتكم مفلّش أيها السياسي”، موجهاً ضربة قاسية لصورة الحلبوسي الذي حاول مؤخراً الظهور بمظهر المصلح، بينما يلاحقه إرث ثقيل من الفضائح الإدارية والمالية.
هذا التصعيد غير المسبوق كشف هشاشة التحالفات داخل الطبقة السياسية السنية، وفضح واقعاً مريراً تتقاسم فيه القوى الوزارات بحسب ما تدرّه من مليارات، لا بحسب حاجات الوطن. فالسامرائي لم يهاجم خصماً انتخابياً فحسب، بل وجّه سهام الاتهام إلى منظومة كاملة من المحسوبية والنهب الممنهج، التي حوّلت الدولة إلى شركة خاصة بيد قلة من المتنفذين.
الخطاب مثّل انقلاباً سياسياً على عهد الحلبوسي، ورسالة واضحة مفادها أن زمن الصمت عن الفساد انتهى، وأن أبناء الأنبار لم يعودوا يقبلون بسياسيين بنوا مجدهم على المال والسلطة، وتركوا المواطن يواجه الفقر والانهيار التعليمي والخدمي.
بهذا الشكل، أعاد السامرائي رسم خريطة المشهد، ليحوّل الحملة الانتخابية إلى ساحة مواجهة بين مشروعين: مشروع يصرّ على إبقاء العراق غارقاً في مستنقع الفساد، وآخر يحاول انتزاع صوت الشارع وإعادة الاعتبار لقيم النزاهة والمحاسبة.
![]()
