بغداد – تتسع دائرة الانفلات الأمني في العراق وسط عجز السلطات عن فرض هيبتها، حيث شهدت محافظتا البصرة ونينوى خلال الساعات الماضية حوادث جديدة تعكس هشاشة المنظومة الأمنية وغياب الردع الحقيقي للمجرمين.
ففي البصرة، دوّى انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع في منطقة البراضعية وسط المدينة، ما تسبب بأضرار مادية في الأبنية والمحال التجارية دون وقوع إصابات بشرية، لكن الحادث أعاد إلى الواجهة الأسئلة حول قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط السلاح المنفلت الذي بات يهدد حياة المدنيين في أي لحظة.
وبحسب رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة عقيل الفريجي، فإن “الانفجار ناجم عن عبوة يدوية الصنع أُشعلت وأُلقيت قرب المستشفى الجامعي”، مضيفاً أن الجهات الأمنية فتحت تحقيقاً لمعرفة الجناة. إلا أن تصريحات المسؤولين عن أن “الوضع تحت السيطرة” أصبحت، بحسب مواطنين، مجرد تبريرات مكرّرة لا تنعكس على أرض الواقع، في ظل استمرار الخروقات وتنامي نفوذ الجماعات المسلحة داخل المدن.
أما في نينوى، فشهدت مدينة الموصل القديمة جريمة بشعة راح ضحيتها رجل مسن قُتل طعناً بسكين، قبل أن تتمكن قوة أمنية من اعتقال المتهم بعد أيام من الحادث. ورغم إعلان السلطات عن القبض على الجاني، فإن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة طويلة من الحوادث التي تكشف ضعف الإجراءات الوقائية وانعدام الأمن في مناطق ما تزال تعاني من آثار الحرب والإهمال الحكومي.
هذه الوقائع المتكررة في الجنوب والشمال تؤكد أن البلاد تعيش فوضى أمنية صامتة، وأن البيانات الرسمية التي تتحدث عن “استقرار” لا تعكس حقيقة ما يجري على الأرض، حيث ينتشر السلاح خارج سلطة الدولة، ويتواصل غياب العدالة والمحاسبة وسط تراخي الأجهزة الأمنية وتغوّل الفساد السياسي الذي يحمي المتورطين ويفتح الباب أمام مزيد من الجرائم والانفجارات.
![]()
