بغداد – مع بداية موسم تغيّر الطقس وتكدّس الطلبة في الصفوف الدراسية المزدحمة، تفاجأ العراقيون بموجة عدوى فيروسية جديدة تضرب المدارس بلا أي استعداد من الجهات المعنية. التحذيرات تتوالى من أطباء ومختصين حول خطورة انتشار العدوى بين الأطفال وانتقالها إلى كبار السن والمرضى المزمنين، في ظل غياب تام لأي إجراءات وقائية من وزارتي الصحة والتربية.
الطبيب محمد وحودي حذّر ، من “انتشار عدوى فيروسية شديدة الخطورة على كبار السن والمرضى، تنتقل بسهولة بين طلبة المدارس”، مؤكداً أن “المرض يتفشى يومياً في ظل غياب فرق الرقابة الصحية وضعف الاستجابة الحكومية”.
وأشار وحودي في مقطع فيديو نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن “الأطفال يُصابون عادة بحمى وسعال بسيط، لكن عند انتقال العدوى إلى كبار السن تصبح مضاعفاتها خطيرة وقد تستدعي دخول المستشفى”، منتقداً “تجاهل المؤسسات الصحية للإنذارات المتكررة وعدم تنفيذ أي خطة عاجلة للعزل أو التوعية”.
وأضاف أن “العدوى تنتشر بسرعة داخل الصفوف والمنازل بسبب الاكتظاظ وضعف التعقيم، ما يجعلها تهديداً حقيقياً للفئات الضعيفة صحياً”، داعياً الأهالي إلى “عزل الأطفال المصابين ومراجعة الأطباء فور ظهور أعراض الحمى أو السعال المتواصل”.
ويبيّن الأطباء أن الفيروس الجديد يشبه الإنفلونزا الموسمية في بدايته، لكنه أكثر حدّة وسرعة في الانتشار، وقد يؤدي إلى التهابات صدرية حادة ومضاعفات خطيرة لدى كبار السن ومرضى القلب والرئة والسكري.
وبينما تتصاعد التحذيرات، تلتزم وزارتا الصحة والتربية الصمت الكامل، دون أي بيانات أو حملات توعية أو خطة للتعامل مع تفشي العدوى. هذا الإهمال يعيد إلى الأذهان سلسلة الأزمات الصحية السابقة التي واجهها العراق بقرارات متأخرة، بعد أن كان المواطنون هم أول الضحايا.
وفي ظل غياب الرقابة الوقائية، تبقى المدارس بيئة مثالية لتفشي الفيروس، بينما تُسجّل المستشفيات حالات متزايدة يومياً وسط ضعف القدرات الاستيعابية ونقص الأدوية والمستلزمات. مراقبون حذّروا من أن استمرار هذا الإهمال الحكومي سيحوّل موجة العدوى إلى أزمة وطنية جديدة تضرب النظام الصحي الهش وتكشف فشل الرقابة مجدداً.
![]()
