بغداد – في ظلّ غياب الخطط الحكومية الجادة لمعالجة التحديات الاجتماعية، حذّر الأمين العام لهيئة المرأة العربية، محمد الدليمي، اليوم الثلاثاء، من تفاقم ظاهرتي الطلاق وعزوف الشباب عن الزواج في المجتمعات العربية، مؤكداً أن استمرار هذا التدهور الاجتماعي يعكس فشل السلطات في حماية الأسرة وصون منظومتها القيمية.
وقال الدليمي ، إنّ “الأرقام المتوفرة لدى الهيئة تشير إلى ارتفاع مقلق في معدلات الطلاق، ما ينذر بانهيار الاستقرار الأسري وتفكك الروابط الاجتماعية، وسط تجاهل رسمي واضح وتقصير في وضع سياسات وقائية حقيقية.”
وأضاف أن “السلطات ما زالت تكتفي بالتصريحات والوعود، فيما تترك الأسر تواجه وحدها آثار الضغوط الاقتصادية، وغلاء المهور، وتكاليف الأعراس الباهظة، والعنف الأسري، دون حلول واقعية أو رقابة على المحتوى الإعلامي الذي يضرب القيم المجتمعية.”
وأشار إلى أن “منصات التواصل الاجتماعي باتت مرتعاً للفوضى الفكرية، بعد أن فشلت الجهات الرقابية في ضبطها، لتتحول إلى أدوات لتسليع المرأة ونشر التفاهة، بدل أن تكون مساحة توعوية تحافظ على القيم العربية والإسلامية.”
وانتقد الدليمي “تراخي مؤسسات الدولة المعنية مثل إدارات التوجيه الأسري والقضاء وجمعيات النفع العام، التي لم تتحرك بفاعلية في التوعية أو إعداد برامج حقيقية لتأهيل المقبلين على الزواج”، مشدداً على ضرورة “تسخير الإعلام الرسمي في خدمة القيم المجتمعية، لا تركه أسيراً لمحتويات سطحية تكرّس الانحلال.”
واختتم قائلاً: “أمهاتنا الأميات أنجبن علماء وقادة رغم قسوة الظروف، واليوم، في ظلّ كل هذا التطور، تعجز الحكومات عن حماية الأسرة من الانهيار! فهل يعقل أن يكون الجهل أكثر إنتاجاً من السياسات الحالية؟”
يُشار إلى أن المحاكم المدنية العراقية سجلت خلال شهر أيلول الماضي نحو 40 ألف حالة زواج وطلاق في عموم المحافظات، وهو رقم يكشف عمق الأزمة الاجتماعية التي تتجاهلها السلطات رغم خطورتها.
![]()
