في خطبة نارية تعكس غضب الشارع العراقي، وجّه خطيب جمعة بغداد في مدرسة الإمام الخالصي، الشيخ علي عبد العزيز الجبوري، تحذيراً شديد اللهجة إلى البرلمان العراقي من مغبة السقوط في ما وصفه بـ”فقه الخيانة”، في حال تم إعادة التصويت على اتفاقية خور عبد الله، التي وصفها بـ”اتفاقية الذل والعار”. وقال الجبوري خلال خطبته، إن أي محاولة لإعادة تمرير هذه الاتفاقية تمثل “خيانة عظمى ومخالفة دستورية صريحة”، مشيراً إلى أن ذلك يُعد انتهاكاً واضحاً للقسم الذي أداه أعضاء البرلمان أمام الله والشعب. وتابع قائلاً: “من يعيد فتح هذا الملف اليوم، إنما يطعن السيادة الوطنية من خاصرتها، ويكشف حجم الارتهان السياسي لبعض الجهات التي باعت كرامة العراق بثمن بخس”. الجبوري أشار أيضاً إلى أن المواقف الشعبية الرافضة لهذه الاتفاقية، والتي ظهرت بوضوح في مواكب العزاء الحسينية، تؤكد أن الوعي الشعبي بات متقدماً على أداء الطبقة السياسية الفاسدة، التي لم تعد تمثل الإرادة الحقيقية للمواطنين. وفي الوقت الذي يحاول فيه بعض المتنفذين داخل السلطة استخدام نفوذهم لإعادة طرح الاتفاقية رغم قرار المحكمة الاتحادية ببطلانها، شدد الجبوري على ضرورة أن يقف النواب الشرفاء موقفاً حازماً، وألا يسمحوا بتحويل البرلمان إلى أداة لشرعنة التفريط بالأرض والسيادة. الشارع العراقي، الذي سبق أن عبّر عن رفضه الكامل لأي تنازل عن خور عبد الله، يرى في هذه المحاولات انحداراً جديداً للسلطة السياسية نحو التواطؤ المكشوف مع مشاريع مشبوهة تهدف إلى تفكيك السيادة الوطنية وتقاسم خيرات البلاد في صفقات لا يراها أحد إلا في دهاليز الفساد. الرسالة باتت واضحة: من يمد يده مجددًا لاتفاقية خور عبد الله إنما يضع توقيعه على وثيقة خيانة لن ينساها الشعب… ولن يسامح عليها التاريخ.
![]()
