متابعات – تجددت مشاهد الفوضى الانتخابية والانفلات الأمني في ناحية التون كوبري شمالي كركوك مساء الجمعة، بعد أن تحولت الأعلام الحزبية إلى شرارة صراع جديد بين مكوّنات المنطقة، في ظل عجز السلطات عن ضبط الشارع وغياب القانون أمام نفوذ الأحزاب.
فقد اندلعت مشادة بين أنصار أحد الأحزاب التركمانية ومجموعة من الشبان الكورد في حي تسعين كوردستان، إثر قيام الجانبين برفع أعلام حزبية في المنطقة ذاتها، قبل أن تتحول المشادة إلى اشتباك بالأيدي وإطلاق نار، ما اضطر الجيش للتدخل لفض النزاع وإزالة الأعلام من الجانبين.
وبحسب شهود عيان، بدأ الخلاف بسيطاً، لكنه سرعان ما تصاعد مع استفزازات متبادلة في ظل غياب أي رقابة ميدانية من الأجهزة الأمنية التي تتحرك بعد وقوع الحوادث لا قبلها، ما سمح بانتشار الفوضى وتكرار مثل هذه الأحداث.
الأخطر من ذلك أن أحد ضباط الشرطة أقدم على إطلاق النار تجاه مجموعة من الشباب المحتفلين، وفق ما كشفه عضو مجلس محافظة كركوك أحمد رمزي كوبرلو، الذي أكد اتخاذ “إجراءات عاجلة” بحق المتسبب — وهي عبارة باتت شعاراً مكرراً بلا نتائج في كل حادث مشابه.
ويرى مراقبون أن ما جرى في التون كوبري ليس حادثاً معزولاً، بل انعكاس مباشر لفشل الدولة في إدارة الملف الأمني والانتخابي، حيث تتحول الحملات الانتخابية إلى ساحة صراع مسلح بين جماعات حزبية تتعامل مع المدن كإقطاعيات نفوذ، وسط صمت رسمي وفساد ينهش مؤسسات الدولة الأمنية والإدارية.
![]()
