بغداد – شف مرصد العراق الأخضر عن تدمير آلاف الأشجار والمزروعات والبنى التحتية في الشوارع بسبب الحملات الدعائية للمرشحين، في دلالة جديدة على أن السباق إلى السلطة في العراق لا يعرف حدوداً للقانون أو للمسؤولية العامة.
وبحسب التقرير الصادر عن المرصد، فإن نحو 250 ألف شجرة في 15 محافظة عراقية تعرضت لأضرار جسيمة جراء تعليق اللافتات الانتخابية عليها أو حولها، تراوحت بين القطع، والثقب، وتكسير الأغصان، وحتى سقوط بعضها بالكامل بسبب سوء الاستخدام والإهمال.
المفارقة، وفقاً للتقرير، أن محافظات إقليم كردستان الأربع التزمت بتعليمات المفوضية بعدم استخدام الأشجار في الدعاية، بينما عمّت الفوضى باقي المحافظات تحت أنظار السلطات المحلية وبدون أي محاسبة.
المرصد أشار أيضاً إلى أن الجزرات الوسطية التي أنفقت عليها أمانة بغداد أموالاً طائلة في مشاريع تجميل وتنظيف، تحوّلت إلى خرائب انتخابية بعد أن دُمّرت المزروعات والثيل الأخضر، وتضررت أنابيب المياه والمرشّات، نتيجة تثبيت اللافتات والدعامات بالاسمنت والمسامير، ما أدى إلى تلف البنى التحتية والمجسمات الجمالية وحتى النوافير الصغيرة التي اختفت تحت صور المرشحين.
ورغم صدور تعليمات صريحة من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ومن البلديات بضرورة احترام قواعد الدعاية الانتخابية، إلا أن المرشحين المدعومين من أحزاب السلطة تجاهلوا التعليمات، مستغلين نفوذهم لإطلاق حملاتهم فوق الممتلكات العامة دون أي رادع أو خوف من العقوبة.
ودعا المرصد إلى فرض غرامات مضاعفة على المخالفين، لكن مراقبين يؤكدون أن هذه الدعوات لن تجد طريقها للتنفيذ، في ظل تواطؤ الجهات المحلية وانشغال المفوضية بإرضاء الكتل السياسية المتنفذة بدلاً من حماية الممتلكات العامة.
هذه الفوضى البيئية، بحسب ناشطين، تفضح العقلية السلطوية التي تدير العملية الانتخابية في العراق، حيث تُنتهك القوانين علناً في الشوارع بينما تكتفي الحكومة بالبيانات الشكلية والتصريحات المكررة عن “الالتزام بالقواعد”.
![]()
