كركوك – كشفت حادثة احتراق مخزن الزيوت في الحي الصناعي الجديد بمدينة كركوك عن خلل خطير في إجراءات السلامة العامة وتراخي الجهات الرقابية، بعدما اندلعت النيران داخل مخزن مخصص لخزن “الدهن الأسود” والمعلب، متسببة بخسائر مادية جسيمة وإصابة أحد العاملين.
وأفاد مصدر أمني أن التحقيق الأولي أرجع الحريق إلى تماس كهربائي، في وقتٍ يؤكد فيه شهود عيان أن المنطقة تفتقر إلى أبسط معايير الوقاية والسلامة، وأن المخزن كان يفتقد لأنظمة الإطفاء وإجراءات التخزين السليم، رغم حساسية المواد القابلة للاشتعال داخله.
السلطات اكتفت بتبريرات معتادة عن “تماس كهربائي”، دون الإشارة إلى الإهمال الإداري والرقابي الذي سمح بتراكم هذه المخالفات داخل أحياء صناعية مزدحمة تضم ورشاً ومحال مليئة بالوقود والزيوت ومواد كيميائية.
وشهد الحادث احتراق سيارتين بالكامل، إحداهما كانت محملة ببراميل الزيوت، ما فاقم من اشتعال النيران وارتفاع سحب الدخان، بينما تأخرت فرق الدفاع المدني بالوصول إلى الموقع لأكثر من ساعة بحسب سكان المنطقة، الأمر الذي كاد يتسبب بكارثة أوسع تمتد إلى الورش المجاورة.
مصادر محلية حمّلت الدوائر البلدية وهيئة السلامة في كركوك مسؤولية الإهمال المستمر في الرقابة على المخازن الصناعية، مشيرة إلى أن الفساد الإداري وغضّ الطرف عن مخالفات أصحاب النفوذ حوّلا المناطق الصناعية إلى قنابل موقوتة تهدد أرواح العاملين والسكان.
ورغم خطورة الحادث، اكتفت الجهات الرسمية بتصريحات شكلية، دون إعلان عن أي إجراءات محاسبة أو إغلاق للمواقع المخالفة، في استمرارٍ لنهج التستر على الفساد وضعف الرقابة، الذي جعل من السلامة العامة آخر أولويات السلطات المحلية .
![]()
