بغداد – في محاولة يائسة لتلميع صورة مشوهة غارقة في ملفات الفساد، نشر السياسي المثير للجدل محمد ناصر الكربولي، أحد أركان تحالف “العزم”، تغريدة يتحدث فيها عن تمثيل “المواطن من الدرجة الأولى”، متناسياً أن اسمه وأسماء إخوته تتصدر قوائم الاتهامات المتعلقة بنهب المال العام والتلاعب بمصير الناخبين.
التغريدة التي قال فيها: “الفوز بثقة الجمهور ليس مهمة سهلة، ولكن الأصعب هو تمثيلهم بأمانة…”، قوبلت بردود فعل غاضبة من الشارع العراقي، الذي يرى في الكربولي وإخوته نموذجاً صارخاً لفساد الطبقة السياسية التي حولت العمل السياسي إلى مزاد للمصالح والصفقات المشبوهة.
تحالف “العزم”، الذي ينتمي إليه الكربولي، لم يقدم شيئاً يذكر للمواطنين سوى الشعارات الفارغة وتبادل النفوذ والامتيازات، بينما ما زالت مناطقهم تعاني من التهميش وسوء الخدمات وغياب أي تنمية حقيقية. فكيف يُصدّق المواطن أن من سرق حقوقه سيطالب بها اليوم؟
الكربولي، المتهم سابقاً في ملفات عقود وهمية وصفقات مشبوهة داخل وزارات ومؤسسات حكومية، يعود اليوم للحديث عن “أمانة التمثيل”، بينما يتساءل العراقيون: من خان الأمانة طيلة الأعوام الماضية، كيف يدّعي تمثيل الناس وهو شريك في تقويض حقوقهم؟
إن محاولة ركوب موجة “حقوق المواطنين” من قبل شخصيات تورطت في أكبر ملفات الفساد الإداري والمالي، ليست سوى استهزاء بذاكرة العراقيين الذين لم ينسوا بعد كيف تم اختطاف القرار السياسي وتسويقه عبر وجوه تعرف جيداً كيف تُحسن التلاعب بالشعارات دون أن تمس جوهر الواقع.
الرسالة اليوم واضحة: لا يمكن للثعالب أن تُمثل الخراف، ولا للفاسدين أن يصبحوا حماة للمواطن. العراق بحاجة إلى وجوه جديدة، لا أولئك الذين تلوثت أيديهم بملفات النهب وتزوير الإرادة الشعبية، ثم عادوا يتحدثون عن الكرامة والسيادة والمواطنة وكأنهم لم يكونوا شركاء في هدرها.
![]()
