بغداد – في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، وافق رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، على منح أعضاء اتحاد الأدباء والكتاب قطع أراضٍ سكنية ومجموعة من الامتيازات الدراسية والثقافية، في وقت تواجه فيه حكومته اتهامات متكررة باستغلال المال العام لأهداف انتخابية ودعم مؤسسات تابعة لها.
جاء هذا القرار خلال استقبال السوداني لرئيس وأعضاء المجلس الجديد للاتحاد، حيث هنأهم على فوزهم في الانتخابات الداخلية للاتحاد، وأشاد بما وصفه بـ”الدور البارز للاتحاد في نشر الأدب والثقافة والوعي، وكذلك مساهمته في الحياة السياسية”.
وفي بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، أكد السوداني استمرار الحكومة في “تأمين متطلبات المواطنين ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، عبر خفض البطالة ومعالجة الفقر ومكافحة الفساد”. لكنه في الوقت ذاته ربط دعم الاتحاد بمساهمته في “دعم سيادة العراق واستقلاله من خلال طرح الأفكار العقلانية”.
وفي خطوة أثارت انتقادات واسعة، تضمنت الموافقات منح قطع أراضٍ سكنية لكل فروع الاتحاد، وفتح “قناة المبدعين للدراسات العليا” ومنح 10 مقاعد للدراسات الأدبية والنقدية خارج العراق، بالإضافة إلى إعلان عام 2026 “عاماً للاحتفاء بمائة عام على ولادة رموز الشعر العراقي المعاصر”، وتقديم الدعم لعقد الاجتماع القادم لاتحاد الأدباء العرب في بغداد.
هذا الدعم الواسع للاتحاد، في وقت تزداد فيه الأزمات الاقتصادية والخدمية، أثار استياء قطاعات شعبية وسياسية واسعة، التي ترى في الخطوة استغلالاً للمال العام لأهداف انتخابية وحشد تأييد ثقافي لصالح الحكومة ورئيسها، في ظل تهم متكررة بالفساد وإهدار الموارد.
واختتم البيان بشكر أعضاء الاتحاد للسوداني، في مؤشر يفتح الباب للتساؤلات حول حدود استقلالية المؤسسات الثقافية ومدى ارتباطها بالتوجهات السياسية الحكومية، ما يزيد من حالة الجدل حول تعامل السلطة مع مؤسسات المجتمع المدني وثقافة البلاد .
![]()
