بغداد – تتفاقم أزمة المياه في المحافظات الجنوبية يوماً بعد يوم، في مشهد يكشف حجم الإهمال والفساد داخل مؤسسات الدولة المسؤولة عن إدارة الملف المائي، فيما يواصل المسؤولون إطلاق الوعود والتصريحات المضللة حول “زيادة الإطلاقات من تركيا” دون أي أثر على الأرض.
مرصد العراق “الأخضر” البيئي أكد في تقرير جديد، أن الوضع المائي يزداد سوءاً رغم اعتدال الأجواء، نافياً صحة ما تروج له بعض الجهات الحكومية بشأن تحسن الإطلاقات المائية من تركيا إلى نهري دجلة والفرات. وأضاف أن تأخر موسم الأمطار، إلى جانب غياب الخطط الحكومية وسوء الإدارة، فاقما الأزمة التي أدت إلى جفاف الأهوار ونفوق آلاف الأحياء المائية ومواشي المواطنين.
وبحسب المرصد، فإن الحديث المتكرر عن “تحسن الوضع المائي” لا يعدو كونه محاولة لتغطية العجز والفشل الرسمي، بدليل أن محافظات الجنوب، خصوصاً ذي قار وميسان، ما تزال تعاني من انقطاع المياه ونزوح سكان القرى والأرياف بسبب الجفاف، فيما تتكدس ملفات الأزمة في مكاتب الوزارات دون حلول.
ودعا المرصد الجهات الرسمية إلى مصارحة الشعب بحقيقة الوضع الكارثي الذي يعيشه العراق مائياً، بدلاً من تكرار التصريحات السياسية التي تتجاهل الواقع، مؤكداً أن التعاون بين الدولة والمواطن لم يعد كافياً ما لم تتوقف سياسات الهدر والتقصير والفساد التي أهدرت الثروة المائية كما أهدرت بقية موارد البلاد.
أزمة المياه في العراق لم تعد أزمة طبيعة، بل نتيجة مباشرة لسنوات من الفساد الإداري والاتفاقات الغامضة وسوء التفاوض مع دول المنبع، فيما يستمر المواطن في دفع ثمن العطش، بينما تنشغل الحكومة بالانتخابات والوعود الزائفة .
![]()
