بغداد – في مشهد جديد من مشاهد الفوضى السياسية التي تعكس عمق الانقسام وغياب الأولويات الوطنية، تفجّرت مواجهة علنية بين النائب ومرشح تحالف العزم محمود القيسي ورئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، بعدما نشر القيسي تغريدة حادة على منصة “إكس” وصف فيها محاولات الحلبوسي للعودة إلى منصبه بأنها “مشروع انتخابي شخصي”، مستخدماً الوسم #لن_تعود.
القيسي، في هجومه، كشف جانباً من الواقع المؤلم الذي عجزت السلطات عن معالجته طيلة سنوات حكمها، قائلاً إن “آلاف المغيبين، وعشرات الآلاف من المعتقلين، وملايين المهجرين الذين ماتوا في الغربة” لم يجدوا من الحلبوسي أي التفاتة خلال وجوده في قمة السلطة، متسائلاً كيف يمكن لمن تجاهل مآسي العراقيين أن يعود متحدثاً باسمهم اليوم.
وأضاف القيسي أن خطاب الحلبوسي الانتخابي يحصر هموم الشعب في أمر واحد فقط: “عودته إلى المنصب الذي أُخرج منه”، متناسياً ملفات الفساد، وحقوق المتضررين من الحروب، والأيتام، والأرامل، والبيوت المهدّمة التي تحوّلت إلى عناوين منسية في أدراج الحكومات السابقة.
وختم القيسي هجومه بتصريح لاذع قائلاً: “أما بخصوص الديوان فكن متأكداً لن يكون لك فيه مكان، فلا ترهق نفسك بالتفكير كثيراً”، في إشارة إلى إقصاء سياسي واضح يعكس طبيعة الصراع على المناصب لا على خدمة المواطن.
وتأتي هذه التصريحات لتؤكد أن المشهد الانتخابي في العراق ما يزال أسيراً لخطابات التسقيط والمصالح الشخصية، في ظل استمرار غياب الإصلاح الحقيقي وازدياد حالة السخط الشعبي من فساد السلطات ومهاتراتها التي تتكرر مع كل موسم انتخابي .
![]()
