بغداد – أكّد الخبير في الشؤون الاستراتيجية، رياض الوحيلي، اليوم الأحد (12 تشرين الأول 2025)، أن الحديث عن اتفاق قريب بين بغداد وواشنطن بشأن العلاقات الأمنية والعسكرية يشير إلى مرحلة جديدة في الحوار الاستراتيجي، لكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات حول طبيعة هذا الاتفاق وما إذا كان مجرد تكرار لتفاهمات سابقة لم تُنفذ بشكل فعلي.
وأوضح الوحيلي لـ”بغداد اليوم” أن “تصريحات مستشار رئيس الوزراء حول اقتراب التوصل إلى اتفاق أمني تمثل مؤشراً على إعادة ترتيب أولويات الحوار، لكنها تعكس أيضاً استمرار الغموض في التفاصيل، رغم الإعلانات السابقة عن انسحاب القوات القتالية الأميركية وتحويل الدور الأميركي إلى تدريبي واستشاري”.
وأضاف أن “التباين بين التصريحات الرسمية الحالية وما سبقها من مواقف يكشف ضعف التخطيط الإداري وضغوط داخلية وإقليمية تُجبر السلطات على إعادة صياغة العلاقة الأمنية بطريقة تحمي المصالح الوطنية، لكنها تعكس في الوقت ذاته ارتباكاً في اتخاذ القرارات وحماية السيادة”.
وشدد الوحيلي على “أهمية أن يكون أي اتفاق واضح البنود وشفافاً أمام البرلمان والرأي العام، لضمان وحدة الموقف ومنع تضارب الرسائل السياسية”، مضيفاً أن “الاستقرار الأمني يعتمد بشكل كبير على وضوح العلاقة مع الولايات المتحدة وتنظيمها وفق مقتضيات السيادة الوطنية، وهو ما يغيب أحياناً بسبب قرارات متناقضة وممارسات غير واضحة للسلطات”.
واختتم الخبير تصريحه بالقول إن “العلاقة العراقية – الأميركية تمرّ اليوم بمرحلة دقيقة تتطلب وضوحاً استراتيجياً وتوافقاً مؤسسياً، لتفادي أي التباس أو سوء فهم للرسائل الموجهة إلى الداخل والخارج”، ملمّحاً إلى أن استمرار الغموض يعكس هشاشة إدارة الملف الأمني من قبل المسؤولين.
ويأتي الحديث عن “اتفاق قريب” ضمن سلسلة طويلة من المفاوضات التي بدأت منذ 2020، عقب إعلان الحكومة تنظيم الوجود العسكري الأميركي بعد قرار البرلمان بإخراج القوات الأجنبية. ورغم التفاهم السابق على تحويل الدور الأميركي من “قتالي” إلى “استشاري وتدريبي”، فإن استمرار وجود قوات ضمن التحالف الدولي والتطورات الإقليمية أبقى الملف مفتوحاً للنقاش، مع ما يرافقه من ضعف رقابي واضح في إدارة الحكومة للملف العسكري .
![]()
