بغداد – في مشهدٍ يثير تساؤلاتٍ خطيرة حول السيادة العراقية واستقلال القرار الوطني، كشف مصدر سياسي مطلع، مساء الثلاثاء، عن وصول قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، إلى العاصمة بغداد في زيارة وُصفت بـ”غير المعلنة”، التقى خلالها عدداً من القيادات السياسية والفصائل المسلحة، وسط تكتم رسمي وصمت حكومي يثير الشكوك.
وبحسب المصدر الذي تحدث لوكالة شفق نيوز، فإن “قاآني عقد اجتماعات مغلقة مع شخصيات نافذة داخل الإطار التنسيقي، وسط أجواء من التوتر والانقسام بشأن استخدام موارد الدولة ونفوذها في الحملات الانتخابية لبعض الكتل الموالية”، مشيراً إلى أن “الزيارة جاءت في توقيتٍ حساس يعكس استمرار النفوذ الخارجي في توجيه بوصلة القرار السياسي العراقي”.
وتأتي زيارة قاآني — بحسب مراقبين — في ظل تصاعد الخلافات داخل الإطار التنسيقي، خصوصاً بعد تسرب معلومات عن استغلال موارد الدولة في الدعاية الانتخابية وتوجيه العقود والمناصب لخدمة أطراف محددة، في الوقت الذي يعاني فيه المواطن العراقي من أزمات معيشية متراكمة.
مصادر سياسية كشفت أن “قاآني سبق وأن زار العراق قبل أسابيع بذريعة تقديم العزاء بوفاة زوجة المرجع الأعلى، لكنه استغل المناسبة لعقد لقاءات منفردة مع زعماء الإطار التنسيقي، طالبهم خلالها بترك الخلافات جانباً وتوحيد الصفوف قبل الانتخابات المقبلة”.
ويؤكد مراقبون أن “استمرار دخول شخصيات عسكرية أجنبية إلى العراق دون إعلان رسمي يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية وتدخلاً مباشراً في الشأن الداخلي”، مشيرين إلى أن “السلطات العراقية تلتزم الصمت تجاه تحركات قاآني المتكررة، رغم علمها بأنه يوجّه القيادات السياسية العراقية أكثر مما تفعل مؤسسات الدولة نفسها”.
ويضيف أحد المراقبين أن “السكوت الحكومي عن هذه الزيارات يعكس ضعف الإرادة الوطنية وغياب القرار المستقل، إذ أصبح العراق ساحة مفتوحة للتجاذبات الإقليمية، تُدار سياساته من خارج الحدود بينما يُترك الشعب يواجه الفقر والفساد وانعدام الخدمات
![]()
