البصرة – شهدت مدينة البصرة، السبت، مواجهة عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن بعد خروج الأهالي في تظاهرة حاشدة احتجاجاً على استمرار أزمة مياه الشرب وارتفاع نسبة الملوحة التي حولت حياة المواطنين إلى معاناة يومية.
مصدر مطلع أفاد بأن الاحتجاجات التي اندلعت في شارع القائد بمنطقة حي الحسين لليوم الثاني على التوالي، جاءت تعبيراً عن غضب شعبي متزايد من عجز الحكومة المحلية عن معالجة ملف المياه، رغم الوعود المتكررة والموازنات الضخمة التي التهمتها مشاريع فاشلة لم يرَ المواطن منها سوى العطش.
المتظاهرون أشعلوا الإطارات وقطعوا الطرق، فيما واجهتهم القوات الأمنية بالقوة لتفريقهم، مطلقة الغاز وملاحقة المحتجين في الشوارع، في مشهد يعيد إلى الأذهان تعامل السلطات مع أي صوت يطالب بالحقوق الأساسية.
وقال عدد من المشاركين في التظاهرة إن “الملوحة ارتفعت بشكل غير مسبوق، والمياه لم تعد صالحة حتى للغسل، بينما المسؤولون يكتفون بالتصريحات والوعود الكاذبة”. وأكدوا أن “الاحتجاجات ستستمر حتى تتحمل الحكومة مسؤوليتها وتضع حداً لسنوات من الفساد وسوء الإدارة التي أوصلت البصرة إلى هذا الوضع المأساوي”.
ويأتي هذا الغضب الشعبي وسط تقارير تفيد بوجود ملفات فساد في مشاريع تحلية المياه والصيانة، ما يجعل أزمة البصرة ليست أزمة طبيعية، بل نتيجة مباشرة لتقاعس السلطات واستغلالها لمعاناة المواطنين لتحقيق مكاسب سياسية ومالية .
![]()
