بغداد – كشف تقرير مطوّل لمجلة Stars and Stripes الأمريكية عن تدهور واقع التدريب في الجيش العراقي، موضحاً كيف أصبح التدخل السياسي يحكم تفاصيل المؤسسة العسكرية، ويحولها من مؤسسة تنفيذية وطنية إلى مساحة نفوذ تتقاطع فيها المصالح الحزبية والحسابات الشخصية.
وأشار التقرير إلى أن قادة الجيش العراقي يعانون من غياب دعم وزارة الدفاع لبرامج التدريب الحديثة، بما في ذلك تأمين الذخيرة الحية والتمويل الضروري للتدريب الواقعي، الأمر الذي يجعل استمرار جودة التدريب مرهوناً بالمساعدة الأمريكية المباشرة.
وقال العقيد عباس فاضل، قائد مدرسة بسماية للتدريب العسكري: “المدرسة ستتحول إلى مدرسة للتدريب المزيف إذا انسحب المدربون الأمريكيون. الضغط الذي أتعرض له سببه أنني أرفض دفع الرشاوى… هذه الحكومة تحطم كل شيء”.
وأوضحت المجلة أن القيادات العليا في الجيش العراقي تميل إلى الأساليب التقليدية والمحاضرات النظرية القديمة، وتفضل الاحتفاظ بالذخيرة في المخازن بدلاً من استخدامها في التدريب، ما يعكس حالة فساد وإهمال ممنهج داخل وزارة الدفاع والمؤسسات العسكرية.
كما نقلت المجلة عن ضباط الدعم اللوجستي أن محاولات الإصلاح التي يقودها بعض الضباط المحترفين تواجه مقاومة شديدة من القيادات العليا، حيث يتم عرقلة البرامج التدريبية والحفاظ على هشاشة المؤسسة العسكرية لأسباب سياسية.
ويشير التقرير إلى أن التدخل السياسي في الجيش العراقي أدى إلى حالة من الارتهان الداخلي، حيث تُدار القرارات العسكرية وفق مصالح سياسية لا وفق مقتضيات الكفاءة والأمن الوطني، ما يحوّل الجيش إلى أداة في لعبة النفوذ بدلاً من حامية للدولة.
ويؤكد المتخصصون في الشأن العسكري أن إصلاح الجيش لا يبدأ بشراء السلاح أو استقدام المدربين، بل بتحييد القرار الأمني عن النزاعات السياسية، وإعادة الاعتبار للضابط الوطني كمحترف مستقل. وحتى ذلك الحين، سيظل الجيش العراقي يعاني من فساد داخلي يضعف جاهزيته ويهدد الأمن الوطني، ويكشف عن مدى هيمنة السياسة على المؤسسة العسكرية .
![]()
