كربلاء – في ليلة مأساوية جديدة، لفظ زائران أنفاسهما داخل إحدى الحسينيات في كربلاء اختناقاً بغاز أول أكسيد الكربون، الغاز القاتل الذي لا يُرى ولا يُشم، لكنه فضح مرة أخرى واقع الإهمال والفوضى واللامبالاة التي تحاصر المدينة في كل موسم زيارة.
الحادثة، التي وقعت نتيجة تشغيل مولدات كهربائية داخل الحسينية دون تهوية مناسبة، كشفت عن حجم التقصير في إجراءات السلامة العامة، وأعادت فتح ملفات الرقابة الغائبة، والتفتيش الشكلي، والانشغال بالمظاهر على حساب الأرواح.
مصادر محلية أكدت أن المولدات كانت تعمل داخل مكان مغلق دون وجود أي نظام تهوية أو إجراءات وقاية، ما أدى إلى تراكم الغاز السام واختناق الضحيتين. وبينما كانت الأرواح تُزهق، كانت الجهات المعنية تواصل كتابة تقاريرها الروتينية في مكاتبها الباردة، دون أن تضع حداً لسلسلة الكوارث المتكررة.
ما حدث ليس حادثاً عرضياً، بل نتيجة حتمية لسنوات من الاستهانة بالأنظمة، وتجاهل معايير السلامة، ونهب الميزانيات، وتبادل المجاملات في منح التصاريح والتغاضي عن المخالفات.
في كربلاء، تزدحم الحسينيات وتشتعل المولدات وتتعطل الأجهزة، بينما تكتفي الجهات الرسمية بالتصريحات المهدئة دون إجراءات حقيقية. السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: من يراقب؟ من يحاسب؟ ومن يتحمّل مسؤولية هذا الإهمال المتكرر؟
الموت بصمت، كما يفعل أول أكسيد الكربون، أصبح سمة مألوفة في ظل الفساد الإداري والتقني، لكن ما لم يعد مقبولاً هو صمت الضمير.. تفاصيل أكثر في سياق التقرير التالي :
![]()
