بغداد – رغم ما يُصرف على شعارات “السلامة أولاً”، اندلع صباح اليوم حريق في مبنى شركة “آسياسيل” في منطقة المنصور وسط بغداد، كاشفًا مجددًا فشل السلطات في فرض الحد الأدنى من معايير السلامة العامة، حتى في أكثر المناطق حيوية.
المصدر الأمني أفاد بأن الحريق اندلع بسبب تماس كهربائي داخل بورد كهربائي في منزل ملاصق لمبنى الشركة، لتتصاعد سحب الدخان وتصل إلى غرف في مبنى “آسياسيل”.
ورغم إعلان السيطرة على الحريق من قبل فرق الدفاع المدني، إلا أن الحادثة تسلّط الضوء على غياب الرقابة، وسوء تنفيذ شبكات الكهرباء داخل العاصمة، التي أصبحت قنابل موقوتة معلقة فوق رؤوس المواطنين.
السؤال الذي يفرض نفسه:
أين كانت إجراءات الوقاية؟ ولماذا يحدث تماس كهربائي بهذا الحجم في منطقة يفترض أن تكون مؤمنة بالكامل؟
الحادث لم يُسفر عن خسائر بشرية، لكنه كشف ثغرات قاتلة في ملف السلامة، الذي لا يبدو أنه على طاولة أولويات الجهات المعنية.
مرة أخرى، تكشف حادثة بسيطة حجم التقصير المستمر: لا صيانة للبنى التحتية، ولا رقابة على التمديدات، ولا مساءلة بعد وقوع الخطر.
في بغداد، لا يُنتظر أن تشتعل النار حتى يتحرّك أحد.. بل يُنتظر أن تُزهق الأرواح .
![]()
