بغداد – كشف تقرير أميركي عن مخاوف واسعة من فراغ أمني في العراق بعد الانسحاب الجزئي للقوات الأميركية، مؤكدًا أن هذا الفراغ يتيح لطهران توسيع نفوذها عبر ما أسمته “إمبراطورية الظل”، وهو ما يسلط الضوء على إخفاق السلطات العراقية في إدارة ملفي الأمن والسيادة الوطنية.
وقال التقرير إن إيران استغلت الانقسامات الداخلية في العراق على مدى عقود، وبنت لنفسها وجوداً عميقاً على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، عبر دعم جماعات مسلحة مرتبطة بالحشد الشعبي الذي أصبح جزءاً من تركيبة السلطة. وأشار إلى أن هذه الميليشيات تتمتع بنفوذ واسع داخل الحكومة والبرلمان، فضلاً عن امتلاكها أدوات اقتصادية قوية، ما يجعلها قوة موازية للدولة العراقية.
وركّز التقرير على أن السلطات العراقية لم تتمكن من فرض سيطرتها على الميليشيات أو حماية الدولة من النفوذ الخارجي الإيراني، مشيراً إلى أن ضعف التخطيط الاستراتيجي وانعدام الرؤية الأمنية والسياسية أدى إلى فراغ يسمح لطهران بتوسيع مصالحها الإقليمية بسهولة، كما حدث في سوريا وأفغانستان سابقاً.
ونقل التقرير عن خبراء أميركيين أن الانقسامات الداخلية واستغلال النفوذ الإيراني للميليشيات جعل العراق ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية، وأن الحكومة العراقية لا تمتلك خليطاً فعالاً من التأثير العسكري والدبلوماسي والسياسي لمواجهة هذا النفوذ.
وأكد التقرير أن إيران تعمل على مدى عقود بصبر استراتيجي، مستغلة ضعف السلطات العراقية في حماية سيادة الدولة، وهو ما يعكس قصوراً متكرراً للحكومات العراقية في إدارة الملفات الحيوية للأمن الوطني والسيادة، ويجعل العراق مهيأً لأن يتحول إلى منصة نفوذ إقليمي لإيران .
![]()
