بغداد – في مشهدٍ يلخّص فشل الدولة وفساد مؤسساتها، أطلقت قرية البغيلات النائية في قضاء الكميت بمحافظة ميسان استغاثة عاجلة بعد أن حاصرتها موجة جفاف خانقة تهدد حياة سكانها واستقرارهم.
القرية الواقعة على بُعد مئة كيلومتر عن مركز المحافظة، تُركت لمصيرها حتى اضطرّت الحكومة للتحرك بعد فوات الأوان، فأعلنت الهيئة العامة للمياه الجوفية حملةً متأخرة لحفر 22 بئراً لتأمين مياه الشرب والاستخدام اليومي للأهالي.
وبينما تتذرع الوزارة بـ”شحّ المياه من دول الجوار والتغيرات المناخية”، يتجاهل المسؤولون سنواتٍ من الإهمال وسوء الإدارة ونهب الأموال المخصصة لمشاريع المياه، ما جعل آلاف القرى تواجه العطش والموت البطيء.
يقول مدير فرع ميسان إن الحملة جاءت “بتوجيهات وزارية عاجلة”، لكن أهالي المنطقة يعرفون أن هذه التوجيهات ما كانت لتصدر لولا أن صرخاتهم وصلت للإعلام.
الأهالي، الذين عبّروا عن امتنانهم للفرق الميدانية، يدركون أن ما حصل ليس إنجازاً بل ترقيعٌ لجريمة إهمالٍ ممنهج جعل الماء — أبسط حقوق الإنسان — ترفاً في بلدٍ تُبحر فوقه دجلة والفرات
![]()
