بغداد – سلّط النائب الأول لنقيب الصيادلة، حيدر عبد الأمير المؤذن، الضوء على أزمة متفاقمة يعاني منها المواطن العراقي منذ سنوات، تتمثل في غياب الصيدليات الخافرة خلال ساعات الليل، الأمر الذي يهدد حياة الآلاف ممن يحتاجون إلى علاج طارئ بعد غروب الشمس. ورغم استقرار الوضع الأمني في أغلب المدن، لا تزال الصيدليات تغلق أبوابها ليلاً، في ظل غياب تدخل حكومي جاد.
وأشار المؤذن إلى أن هذه المشكلة ليست جديدة، بل نتاج “تراكمات السنوات الماضية بعد التغيير السياسي والاضطرابات الأمنية”، حيث لجأت معظم الصيدليات إلى الإغلاق الليلي بسبب غياب الحماية وغياب رؤية واضحة من الجهات المعنية. ورغم تحسّن الأوضاع، لا يبدو أن هناك تحركاً حكومياً حقيقياً لإعادة تفعيل نظام المناوبات الليلية.
المؤذن كشف بوضوح أن القوانين الحالية لا تُلزم أي صيدلية بالبقاء خافرة، وهو ما يفضح تقاعس الحكومة عن تشريع قوانين تواكب الحاجات الملحة للناس. وأضاف أن النقابة بصدد إصدار “تعليمات تنظيمية”، في وقت يتطلب الأمر تدخلاً قانونياً واضحاً من البرلمان ووزارة الصحة.
وفيما يتعلق بالحماية الأمنية، قال المؤذن إن النقابة بدأت التنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع لتأمين عمل الصيدليات ليلاً، في خطوة كان من المفترض أن تُفعّل منذ سنوات، لولا الإهمال المؤسسي والروتين الذي يعيق الحلول.
اللافت أن هذه التصريحات، رغم أهميتها، تكشف تقاعساً رسمياً دام لعقدين، تجاه قطاع حيوي يُفترض أن يكون جاهزاً لخدمة المواطن على مدار الساعة، لا أن يتركه يبحث عن دواء في شوارع مظلمة بلا عنوان.
وتثير هذه الأزمة تساؤلات حقيقية عن غياب الدور الرقابي والتشريعي للحكومات المتعاقبة، وهل بات توفير العلاج في وقت الحاجة ترفاً في العراق؟
![]()
