في مشهد يعكس حجم الإهمال واللامبالاة داخل المؤسسات الصحية في محافظة البصرة، تعطلت بشكل مفاجئ ثلاجة حفظ الجثث داخل مستشفى الشفاء العام، ما أثار موجة غضب واسعة بين أهالي المتوفين والمراجعين، الذين اعتبروا ما حدث “إهانة صريحة لكرامة الموتى” ودليلًا إضافيًا على الانهيار المتواصل في الخدمات الطبية. وبحسب مصادر طبية، فإن الثلاجة الرئيسية في المستشفى متوقفة عن العمل منذ عدة أيام، وسط غياب أي إجراء فعلي لإصلاحها، الأمر الذي تسبب بتكدس الجثث في ظروف غير لائقة داخل ردهات المستشفى، ما دفع ذوي الضحايا إلى إطلاق نداءات استغاثة. وقال أحد المواطنين في تصريح غاضب: “هل ستبقى دائرة صحة البصرة نائمة؟ إلى متى تستمر هذه الإهانات للموتى قبل الأحياء؟”، في إشارة إلى الصمت المطبق الذي تلتزمه الجهات المعنية في المحافظة. المثير للدهشة أن دائرة صحة البصرة، حتى لحظة إعداد هذا الخبر، لم تُصدر أي بيان رسمي يوضح أسباب الخلل أو يعتذر من الأهالي، وهو ما فاقم حالة الغضب الشعبي، في محافظة اعتادت على تكرار الإخفاقات الطبية والخدمية دون حسيب أو رقيب. ويحمّل المواطنون دائرة الصحة المسؤولية الكاملة عن هذه الفضيحة، التي تُضاف إلى سجل طويل من الأعطال والإهمال وسوء الإدارة، متسائلين: “إذا كانت كرامة الموتى تُنتهك بهذا الشكل، فماذا ينتظر الأحياء؟
![]()
