بغداد – حادث مأساوي جديد يعيد إلى الواجهة ملف الطرق المهملة والبنى التحتية المتهالكة في العراق، حيث لقي 13 شخصاً مصرعهم بينهم أطفال، في حادث سير مروّع وقع صباح اليوم الثلاثاء على الطريق الرابط بين بغداد وديالى، وهو أحد أكثر الطرق خطورة في البلاد بسبب الإهمال الحكومي وغياب الصيانة الدورية.
وقال مصدر أمني ومسعفون إن الحادث وقع قرب ناحية جديدة الشط في محافظة ديالى، عندما اصطدمت سيارتان، الأولى من نوع “إكسنت” والأخرى “كادينزا”، ما أدى إلى احتراق السيارة الأولى بالكامل ومصرع جميع ركابها البالغ عددهم سبعة أشخاص، بينهم أربعة أطفال من سكنة بغداد، فيما توفي ستة آخرون داخل المركبة الثانية.
ويأتي هذا الحادث المأساوي ضمن سلسلة طويلة من الكوارث التي يشهدها العراق على طرقه المتهالكة، والتي تحولت إلى مصائد موت بسبب الإهمال المستمر وغياب الرقابة والمحاسبة. فرغم الوعود الحكومية المتكررة بإصلاح شبكة الطرق وإنشاء طرق سريعة آمنة، ما زالت الحوادث المميتة تتكرر بشكل شبه يومي.
ويرى مراقبون أن ما يجري ليس مجرد “حادث سير”، بل نتيجة مباشرة لـالفساد الإداري وسوء التخطيط الذي يبتلع ميزانيات ضخمة مخصصة للبنى التحتية دون أثر حقيقي على الأرض، حيث تتآكل الطرق بفعل الإهمال، وتنعدم الإشارات التحذيرية والإنارة، فيما تُنفذ مشاريع “الترقيع” بلا معايير فنية.
ويؤكد مختصون في النقل أن طريق بغداد – ديالى بات من أخطر الطرق في البلاد، بعد أن شهد خلال السنوات الأخيرة عشرات الحوادث المميتة، وسط صمت رسمي يثير الغضب الشعبي.
وفي ظل هذه الفوضى الخدمية، يبقى المواطن العراقي هو الضحية الدائمة، يدفع حياته على طرق لا تعرف الصيانة، وتخنقها المقاولات الفاسدة والمشاريع الوهمية التي لم تجلب للعراقيين سوى الألم والخسارة .
![]()
