كركوك – اندلع فجر اليوم الجمعة، حريق هائل داخل أكبر معمل لإنتاج وتعبئة البهارات على طريق كركوك – أربيل، في حادثة تكشف هشاشة الإجراءات الوقائية والإدارية لدى السلطات المحلية، وسط خسائر مادية فادحة وانعدام تدابير الحماية والسلامة المهنية.
وأكد مصدر في مديرية الدفاع المدني بكركوك، أن “النيران اندلعت في ساعة مبكرة من صباح اليوم، وانتشرت بسرعة إلى أقسام واسعة من المعمل نتيجة المواد القابلة للاشتعال وخطوط الإنتاج المزدحمة، فيما تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف وشوهدت من مسافات بعيدة”.
وعلى الرغم من ضخامة الحريق، فقد تأخر تجهيز المعمل بخطط وقائية حقيقية، ما اضطر فرق الدفاع المدني إلى الدفع بعدد كبير من سيارات الإطفاء والآليات التخصصية للسيطرة عليه بعد ساعات من الجهود المضنية، فيما تمكنوا من منع امتداده إلى المخازن والمعامل المجاورة.
وأشار المصدر إلى أن “الحريق تسبب بخسائر مالية جسيمة، دون تسجيل إصابات بشرية حتى الآن”، لافتًا إلى أن التحقيقات الأولية ترجح أن يكون سبب اندلاعه تماسًا كهربائيًا ناتج عن إهمال الصيانة وتجاهل معايير السلامة الأساسية.
ويُعد المعمل من أكبر معامل إنتاج وتعبئة البهارات في كركوك، ويغطي السوق المحلية بكميات ضخمة، ما يجعل توقفه عن العمل كارثة اقتصادية تضاف إلى سلسلة إخفاقات السلطات في حماية المنشآت الحيوية من الحرائق.
ويرى مراقبون أن الحادث يعكس تكرار الفشل في تطبيق إجراءات السلامة الصناعية والرقابة على المنشآت التجارية الكبرى، ما يفتح الباب أمام الأسئلة حول المسؤولية المباشرة للدوائر الرقابية وأثر الفساد الإداري في الإهمال المتكرر الذي يهدد المواطنين والأسواق على حد سواء.
![]()
