بغداد – تصاعدت وتيرة الغضب الشعبي في عدد من المدن العراقية، مساء الإثنين، حيث خرج المئات في مظاهرات ليلية حاشدة في كل من أربيل، الحلة، السليمانية، وأبو الخصيب جنوب محافظة البصرة، للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية، على رأسها الكهرباء والمياه، ورفضاً لاستمرار ما وصفوه بـ”الفساد المستشري وغياب المحاسبة”. وشهدت مدينة أربيل، ولليوم الثاني على التوالي، وقفات احتجاجية في عدد من الأحياء، طالب خلالها المواطنون بتوفير مياه صالحة للشرب وتحسين ساعات تجهيز الكهرباء، في ظل موجة حر خانقة وانقطاعات طويلة تعيق الحياة اليومية. وفي مدينة الحلة، مركز محافظة بابل، أغلقت مجموعات من الشباب الغاضبين بعض الشوارع الفرعية بالإطارات المشتعلة، ورددوا هتافات تطالب بـ”إقالة المسؤولين الفاسدين” ومحاسبة المتورطين في هدر الأموال المخصصة لمشاريع الخدمات. أما في السليمانية، فقد خرج عشرات المواطنين في تجمعات ليلية عند مداخل بعض الأحياء السكنية، احتجاجاً على ما وصفوه بـ”التقصير المتعمد” في إصلاح الشبكات الكهربائية ومشاكل مياه الشرب التي تعاني منها مناطق واسعة من المدينة. وفي قضاء أبو الخصيب بمحافظة البصرة، انطلقت تظاهرات شعبية غاضبة قرب مبنى القائممقامية، وسط ترديد شعارات تدين “تجاهل الحكومة المحلية لمعاناة الأهالي”، الذين يعانون منذ أسابيع من أزمة حادة في المياه المالحة وانقطاعات متكررة للكهرباء. وأكد عدد من المشاركين في التظاهرات أن حراكهم سيستمر بشكل يومي حتى تلبية مطالبهم، داعين إلى تدخل عاجل من قبل الحكومة الاتحادية وإنهاء ما أسموه “حالة اللامبالاة” التي تتعامل بها بعض الوزارات والمؤسسات مع الأزمات الخدمية. وتأتي هذه التظاهرات في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من امتداد الغضب الشعبي إلى محافظات أخرى، وسط دعوات ناشطين على مواقع التواصل لتنظيم “جمعة إنذار” واسعة، في حال عدم اتخاذ إجراءات ملموسة خلال الأيام المقبلة.
![]()
