بغداد – في تطوّر يعكس تصاعد التوتر بين واشنطن وبغداد، وجّه النائب الجمهوري الأميركي جو ويلسون، تحذيراً مباشراً لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مهدداً بتجميد أموال النفط العراقي المودعة في البنك الفيدرالي الأميركي، في حال لم يتخذ الأخير إجراءات فورية لوقف الهجمات التي تنفذها ميليشيات مدعومة من إيران ضد الشركات الأجنبية العاملة في إقليم كوردستان.
وقال ويلسون، في تدوينة نشرها على منصة “إكس” وتابعتها هيئة الإعلام الموحد للمعارضة العراقية، إن “الهجمات التي تنفذها الميليشيات العراقية ضد القوات الأميركية وشركات النفط في كوردستان لن يتم التسامح معها”، مطالباً بوقف استخدام أموال النفط العراقية في الاحتياطي الفيدرالي، مهدداً السوداني بقوله: “عليه أن يتخذ إجراءً حاسماً، وإلا فإنه يعرّض نفسه لعواقب وخيمة”.
ويأتي هذا التحذير في وقت يواجه فيه السوداني انتقادات داخلية وخارجية لفشله في كبح جماح الميليشيات المسلحة، وسط اتهامات متكررة له بالتراخي، إن لم يكن بالتواطؤ، مع الجماعات التي تهدد استقرار الاستثمارات الأجنبية وتهدم ما تبقى من الثقة في بيئة الأعمال العراقية.
ويُذكر أن أموال صادرات النفط والغاز العراقي يتم إيداعها منذ عام 2003 في “صندوق تنمية العراق” لدى البنك الفيدرالي الأميركي بموجب قرار مجلس الأمن 1483، ويُعد هذا الحساب شرياناً اقتصادياً أساسياً للعراق، ما يجعل التلويح بتجميده ورقة ضغط شديدة الحساسية قد تفتح أبواب أزمة مالية خانقة على الحكومة العراقية إذا لم تتحرك سريعاً لضبط الوضع الأمني.
ويعيد هذا التصعيد إلى الواجهة حجم العجز الذي تعانيه حكومة السوداني في إدارة الملف الأمني والسيادي، وسط مؤشرات دولية متزايدة على قرب انتهاء فترة التساهل الأميركي مع حكومة بغداد .
![]()
