بغداد – أعلنت مصادر أمنية عن نيتها تنفيذ “تفجير مسيطر عليه” صباح السبت داخل مركز الدعم الدبلوماسي الأمريكي قرب مطار بغداد الدولي، في مشهد يعكس هشاشة المنظومة الأمنية وفقدان السيطرة على الأرض حتى داخل أكثر المناطق تحصيناً.
المصدر الأمني قال إن التفجير سيتم بإشراف الجهات المختصة بين الساعة الثامنة والعاشرة صباحاً، ضمن ما وصفه بعمليات تفكيك “مواد متفجرة أو مخلفات حربية”. إلا أن الإعلان المسبق عن العملية بهذا الشكل يثير علامات استفهام حول مستوى الأمان في العاصمة، وحقيقة وجود مواد متفجرة داخل منشأة دبلوماسية يُفترض أنها من أكثر المواقع حماية في البلاد.
ورغم تأكيد السلطات أن العملية ستكون “مسيطر عليها بالكامل”، إلا أن مراقبين يرون أن مجرد وقوع مثل هذه الأحداث قرب مطار بغداد، يكشف استمرار حالة الفوضى الأمنية التي تتصاعد مع كل موسم انتخابي، وسط انتشار السلاح، وتعدد الولاءات داخل الأجهزة الأمنية، وتضارب الصلاحيات بين القوى المتنفذة.
المفارقة أن التفجيرات في العراق لم تعد تُفاجئ أحداً، بل باتت تُسوّق بعبارة “مسيطر عليه”، وكأنها حدث اعتيادي في بلدٍ اعتاد على سماع أصوات الانفجارات أكثر من أصوات التنمية. فبينما تنشغل الأحزاب بتقاسم المناصب والمال الانتخابي، تبقى العاصمة رهينة انفلات أمني لا نهاية له.
ومع اقتراب يوم الاقتراع، تتصاعد المخاوف من أن تكون هذه الحوادث مجرد مقدمة لفوضى أوسع، تعيد إلى الأذهان مشاهد الدم والدمار التي رافقت استحقاقات انتخابية سابقة. فالعراق الذي يعيش على بحر من الأزمات، يبدو اليوم أكثر هشاشة، في ظل سلطات فقدت السيطرة حتى على “التفجيرات المبرمجة”.
![]()
