ميسان – في خطوة وُصفت بالمتأخرة، أصدرت المديرية العامة لتربية ميسان تعميماً إلى إدارات المدارس يتضمن مجموعة من الإرشادات الصحية للوقاية من فايروس الإنفلونزا، بعد أن شهدت المحافظة ارتفاعاً مقلقاً في الإصابات وسط غياب أي خطط استباقية من الجهات المسؤولة.
ورغم أن التعميم دعا إلى “الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية حفاظاً على سلامة الطلبة والكوادر التعليمية”، إلا أن المصادر التربوية والطبية انتقدت صدور التعليمات بعد تفشي الفايروس فعلياً في المدارس، ما يعكس ارتباك المؤسسات الحكومية وضعف تنسيقها في التعامل مع الأزمات الصحية المتكررة.
ويشير مراقبون إلى أن السلطات التعليمية اكتفت بتوجيهات ورقية تقليدية دون تنفيذ حملات ميدانية أو توفير مواد تعقيم وكمامات للمدارس الحكومية التي تعاني أصلاً من نقص حاد في الخدمات الصحية.
كما لم يتضمن التعميم أي إجراءات فورية لتعقيم الصفوف أو فحص الطلبة والكوادر، مكتفياً بدعوة المصابين إلى “تجنب الحضور ومراجعة المراكز الصحية”، رغم أن كثيراً من المدارس في ميسان تفتقر حتى إلى ممرضين أو غرف إسعاف أولي.
ويرى مختصون أن تكرار هذا النمط من التعميمات الشكلية يعكس خللاً مؤسسياً واضحاً في إدارة الأزمات، حيث تتحرك الوزارات بعد وقوع الكارثة، لا قبلها، ما يعرض حياة آلاف الطلبة والمعلمين للخطر في ظل غياب الرقابة والمساءلة.
وبينما يتصاعد القلق الشعبي من موجة الإنفلونزا الحالية، يكتفي المسؤولون بتوجيهات ورقية لتغطية العجز والفشل في حماية الطلبة، لتبقى المدارس العراقية ساحة مفتوحة للأوبئة ومرآة لفساد الإهمال الإداري المستشري في المؤسسات التعليمية والصحية على حد سواء .
![]()
